نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 219
ظل الشيخ مسجونا في قلعة الجبل بمصر قرابة السنة والنصف ، إلى أن أفرج عنه في ربيع الأول من ( سنة 707 ه ) لكنه لم يبرح أن أدخل سجن القضاة مرة ثانية ، بدعوى إن في آرائه قلة أدب بساحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولما أفرج عنه في مستهل ( سنة 708 ه ) أخد للإقامة في مدينة الإسكندرية حيث وقعت بينه وبين طوائف من الصوفية مساجلات وفتن كثيرة . عاد ابن تيمية إلى موطنه دمشق ( سنة 712 ه ) فاشتغل بالتدريس والإفتاء ، وبقي على حاله من إصدار الفتاوى والآراء الجديدة المخالفة لما عليه المذاهب الأربعة ، سواء في الأصول أو الفروع ، فعقدت له مجالس أخرى للمناظرة حبس على أثرها بالقلعة خمسة أشهر ليطلق سراحه بعد ذلك . وفي سنة ) ( 726 ه ) حدثت فتن كبيرة في دمشق بسبب فتواه بتحريم شد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء ، فأمر السلطان بإدخاله القلعة . حيث تفرغ للتأليف والرد على خصومه ومراسلة أتباعه ومحبيه . مما جعل الفتنة غير قابلة للإخماد ، حتى منع الورق والدواة وأخرجت كل كتبه من عنده . وفي ليلة الاثنين ( 20 ذي القعدة من سنة 728 ه ) لفظ الشيخ أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية آخر أنفاسه في قلعة دمشق عن عمر يناهز الثامنة والستين عاما . ودفن بمقابر الصوفية . يقول ابن كثير : وكثير من الفقهاء والفقراء يذكرون عنه للناس أشياء كثيرة ، مما ينفر منها طباع أهل الأديان فضلا عن أهل الإسلام [20] . * الفتاوى الجديدة لابن تيمية في الفقه : لم تكن الفتوى الحموية أو القول بالجهة وما يتبع ذلك من التجسيم والتشبيه ، الخلاف العقائدي الوحيد بين الشيخ ابن تيمية ومخالفيه من أهل