responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 217


كالوجود في جهة واحدة والاستواء على العرش حقيقة . والحركة والانتقال ، وأن الوجه والأيدي والأعين والأرجل المذكورة في بعض الآيات والأحاديث إنما هي على الحقيقة دون المجاز [15] .
لقد كانت الفتوى الحموية السبب الرئيسي لمحنته وشهرته معا . وذلك لأن ابن تيمية سيبدأ بعرض هذه العقيدة على العامة ومن على منبر الجامع في دمشق . يقول ابن بطوطة في رحلته تحت عنوان " الفقيه ذي اللوثة [16] كان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية . كبير الشام يتكلم في الفنون ، إلا أن في عقله شيئا . . . إلى أن قال : وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم . فكان من جملة كلامه أن قال : " إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من المنبر " [17] .
وهذه الحادثة ذكرها أكثر من واحد . إلا أنها ليست المأخذ الوحيد لدى خصومه من أهل السنة ، لأن أغلبهم سيعتمد على ما ورد في الفتوى الحموية وكذا ما يتناقله الطلبة والعامة من مستمعيه في المسجد الجامع .
لقد وصلت عقيدة ابن تيمية وفتاواه مسامع العلماء المعاصرين له فقاموا للرد عليه ولبيان أن مذهبه في الصفات الخبرية ، يفضي إلى التجسيم والتشبيه ، وهو خلاف التنزيه الذي يعتقده أهل السنة والجماعة من الأشاعرة . كما ردوا على فتاويه الفقهية ، إما لمخالفتها الإجماع - أي إجماع فقهاء المذاهب الأربعة - أو لخطئها وعدم صحتها بالمرة .
إن إعلان ابن تيمية لعقيدة التجسيم وغيرها من الآراء الفقهية المخالفة وما



[15] ابن تيمية ، مرجع سابق ، ص 59 - 60
[16] اللوثة بالضم : مس جنون .
[17] رحلة ابن بطوطة ، ص 95 ، ذكر القصة ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ، ج 1 ، ص 154 . أنظر ابن تيمية ، صائب عبد الحميد ، م س .

217

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست