نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 197
أحمد بن حنبل ، وأن ما يعتقدونه ويؤمنون به هو اعتقاد أحمد . فقد أثبت ابن الجوزي بطلان هذا الادعاء . وهذا يعضد ما ذهبنا إليه من أن الحشوية من أهل الحديث إنما صنعوا لهذا الإمام مذهبا خاصا في الأصول والفروع ليتستروا وراءه ، ومن ثم نقلوا تراثهم العقائدي لهذا المذهب ، فأصبح لهم إمام ومذهب يجمع شملهم بعدما تقطعتهم كثرة المذاهب والاتجاهات ، ولم يجدوا ملجأ يحميهم من ضربات أهل التنزيه الأوائل - أي المعتزلة - كما تعرضوا لضربات متلاحقة من أهل السنة والجماعة من أشاعرة وما تريدية بعد ذلك . إن الحشوية الحنبلية أو السلفية كما يحبون أن يطلق عليهم ليسوا فرسان التشبيه والتجسيم فقط . وإنما اطلع العلماء والمحققون على معتقدات أخرى أضافوها إلى اعتقاداتهم هذه . والتي جاءت كثمار لهذا الحشو الحديثي الهائل ، ثم قطفها والإيمان بها وترويج اعتقادها بين جماهير العامة . وإذا كانت معتقدات التجسيم والتشبيه تمثل الانحراف الذي أصاب عقيدة الإسلام التوحيدية وحجم المؤامرات التي تعرض لها الإسلام ، خصوصا من طرف أهل الكتاب وعلى رأسهم اليهود الذين استطاعوا عبر المتأسلمة منهم أن يرفدوا تراث الإسلام بزخم هائل من الإسرائيليات ، انتظمت في عقائد الحشو وأصبحت مدرسة وتيارا إسلاميا له أتباعه ومقلدوه . فإن الترويج لعقائد أخرى مثل الجبر وطاعة السلطان الجائر ، قد كان لها من الوقع السئ والتأثير السلبي ما ظهرت معالمه واضحة في العالم الإسلامي . خصوصا في قرونه الأخيرة ، حيث لعبت عقائد الجبر خصوصا دورا بارزا في تكريس حالة الجمود والتخلف والانحطاط الحضاري الذي أصاب المجتمعات الإسلامية . ومسألة الجبر من المباحث التي تناولتها أقلام العلماء والمفكرين المعاصرين بالتحليل والنقد ، وبينت جذورها وآثارها السلبية . ونحن لا نستطيع في هذا البحث أن نعرض لهذه المسألة بالشرح والتفصيل ، فقد أفردت لها كما قلت
197
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 197