نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 168
وقال إسماعيل بن الخليل لو كان أحمد في بني إسرائيل لكان نبيا [114] . وهذا الغلو والتطرف لم تقل به بعض طوائف الشيعة ، التي تتهمها الحشوية بالغلو في أئمتها ، يقول الساجي وهو زكريا بن يحيى : أحمد بن حنبل أفضل عندي من مالك والأوزاعي والثوري والشافعي ، وذلك أن هؤلاء لهم نظراء ، وأحمد بن حنبل لا نظير له [115] . لم يكتف الحنابلة بالدعوة لتقليد مذهبهم بطرق غير مباشرة كتمجيد إمامهم وبيان فضله بل دعوا إلى ذلك مباشرة ، يقول عبد الله الأنصاري الهروي ، أحد شيوخ الحنابلة الكبار . أنا حنبلي ما حييت وإن مت * فوصيتي للناس أن يتحنبلوا [116] قلنا سابقا إن أصحاب الحديث لم يكن لهم مذهب خاص يجمعهم أو إمام ينضوون تحت لوائه . ولما ظهر أحمد بن حنبل واجتمعت له المكانة العلمية في مجتمعهم والشهرة الاجتماعية ، لملم أصحاب الحديث أمرهم وبدأت حركة الانتساب إلى مذهبه ، ونقل على إثرها أهل الحديث والحشوية منهم خاصة تراثهم الحديثي وعقائدهم وضموها لآراء ومواقف هذا الإمام . ومن هذا الخليط ، مما نسب لأحمد وما يرويه المحدثون ويعتقدونه تكون المذهب الحنبلي . وإذا كان للحشوية عقائدهم الخاصة وكتبهم المعتمدة عندهم ، فإن ذلك التراث سيصبح المصدر الذي سيستقي منه الحنابلة أفكارهم وعقائدهم ، وسيصبح المذهب الحنبلي فيما بعد رحم الحشوية الجديد الذي منه يصدرون ، والعش الذي يحتضن كبارهم وعلماءهم . وسنقوم بحول الله برصد بعض من هذه المصادر ، ومعرفة ما احتوته من عقائد الحشو . لأنها نفسها مصادر المذهب الحنبلي الخاصة . ليتبين لنا كما قلنا سابقا بأن المذهب الحنبلي قد صنع ليكون رحم الحشوية الجديد .