responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 155


على بابه يبجله ويرفع مكانه ويعتمده وأصحابه كبديل عن المعتزلة الذين أثاروا تلك الفتنة . وتبعه العامة وطرقوا بابه واحتشدوا حوله ، فوجد نفسه في زحمة الأحداث وقد أحاطت به الأسئلة من كل جانب فكان لا بد أن يجيب عن بعضها ، ومشت الأمور على عكس ما كان يرغب فيه هذا المحدث .
لذلك يمكننا أن نرجح أن ابن حنبل لربما جاء كضرورة تاريخية ، خاصة بأهل الحديث الذين كانت تتجاذبهم مذاهب فقهية وأصولية شتى متفرقة ومتناقضة . فكان يراودهم حلم ما بظهور وبروز شخصية منهم تتوفر فيها الشروط الذاتية والموضوعية ، لجمع شملهم ووضعهم تحت قيادة واحدة ، وتنظيمهم في تيار موحد ، يشبه مثلا مذهب الاعتزال . فكان أحمد بن حنبل وكان السعي الحثيث من طرف أهل الحديث لتحقيق هذا الهدف والتمني .
لقد كان أحمد محدثا وحافظا تستوعب ذاكرته آلاف الروايات ، وكان لا يختلف في عقائده الأساسية مع أهل الحديث إلا ما كان من إيمانه بخلافة الإمام علي ، وحب أهل بيته . فإن أصحاب الحديث كانت لهم مذاهب مختلفة في الإمام علي ، أكثرها اعتناقا عدم القول بإمامته . وإذا كان تيار الحشو سائدا ، بل غلب على أهل الحديث ومذاهبهم ، وكانوا يتعرضون لغمز العلماء وانتقادهم ، فقد ظهرت الفرصة سانحة مع أحمد بن حنبل ، فبدأت أفواجهم بالانضواء تحت مذهبه وإعلان انتسابها له ، بعد ما صنع له مذهب في الأصول والفروع ، ولم يعد الحشوية بعدها فرقة أو تيار ضمن أهل الحديث ولكن أصبح كل حنبلي موسوما بالحشوية ، كما عرف كل حشوي بانتمائه لهذا المذهب .
* في الأصول :
إذا كان العلماء قد ناقشوا نسبة أحمد إلى الفقه ونفوا عنه أن يكون فقيها مجتهدا ، كما شككوا في معظم ما نسب إليه من فقه ، فإن الصراع سيحتدم من جديد حول عقائد أحمد وما كان يؤمن به ويعتقده ، فقد تضاربت الأقوال

155

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست