نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 125
السلام والمنتمين لمدرسته ، أمثال إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن الزهري المتوفى سنة 183 ه ، وإبراهيم بن زياد المتوفى سنة 228 ه ، وجرير بن عبد الحميد المتوفى سنة 188 ه ، ومكي بن إبراهيم المتوفى سنة 215 ه ، والضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل المتوفى سنة 231 ه ، وغير هؤلاء ، عدد كبير من الذين عرفوا بالتشيع وانتسبوا لمدرسة أهل البيت [40] . ومعرفة أحمد بن حنبل وأخذه عن هؤلاء الأعلام من محدثي الشيعة وأعلامهم ، قد يكون السبب في معرفة أحمد بالتشيع واطلاعه على فضائل الإمام علي ومظلوميته ، فكان أن اتخذ موقفا متميزا بخصوصه حيث أعلن التربيع ، أي الاعتراف بالإمام علي كخليفة شرعي رابع بعد الخلفاء الثلاثة . وهذا الكلام قد لا يفهمه بعض أبناء الصحوة اليوم فإنهم درجوا على معرفة الخلفاء الأربعة ، وأنهم الخلفاء الراشدون ، ولم يعلموا أن أغلب المحدثين من غير الشيعة كانوا لا يرونه خليفة ، وذلك تماشيا مع عقائد ملوك بني أمية ، وبعض ملوك بني العباس الذين رفضوا خلافته عليه السلام . أولا لأن الإيمان بخلافته يدعم ما تذهب إليه طوائف الشيعة المعارضة للحكم الأموي والعباسي ، ثانيا الإيمان بخلافته يفتح الباب واسعا للطعن على معاوية ، وسحب الشرعية منه ومن جميع ملوك بني أمية والعباسيين من بعدهم . مما قد يفتح الباب على مصراعيه ، ليس لنقاش مشكلة الشرعية الدينية لدى الأسرتين الأموية والعباسية . وإنما قد تطال خيوط هذه المشكلة خلافة الخلفاء الثلاث الأول . لذلك كان أغلب المحدثين عثمانية وأموية ، وخصوصا الحشوية منهم . ولما جاء أحمد بن حنبل واشتهر أمره وعرفت عقيدته تمكن بذلك أن يعلن التربيع ، وأن يعتبر الإمام علي الخليفة الرابع ، ولم يستطع أحد أن يقف في وجهه فانتشر ذلك وعم . حتى أصبح جزءا من عقائد القوم بعدما