ورفعة الشرف مع صفة العلم والهداية . كان من العقل ترجيح الأفضل على المفضول ، ولا ينعكس ذلك لما فيه من مناقضة لمباني العقلاء وصريح النصوص . هذا فيما لو ثبت أن الرسول ( ص ) قد أطلق لفظة قريش وإلا فإن بعض الطرق التي روي بها حديث الاثني عشر يشتم منها عنصر التدليس والتلبيس . إذ هناك من لمح ببني هاشم والرواية في صحيح البخاري من طريق جابر بن سمرة هي قوله : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يكونوا اثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : كلهم من قريش فالكلمة التي لم يسمعها هي على طريقة والثالثة لم أسمعها . وهي مما اعتاد عليه المحدثون والرواة في التلبيس . يقول صاحب ينابيع المودة : " قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( ص ) اثنا عشر ، قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان ، وتعرف الكون والمكان ، علم أن مراد رسول الله ( ص ) من حديثه هذا : الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ( وهم أربعة ) ولا يمكن أن يحمله على ملوك الأموية ، لزيادتهم على اثني عشر ( وهو ثلاثة عشر ) ، ولظلمهم الفاحش ، إلا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( ص ) قال " كلهم من بي هاشم " في رواية عن عبد الملك [61] " . ونجد في نهج البلاغة شرحا مبينا لمعنى الأئمة من قريش ، يقول الإمام علي ( ع ) : " إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا يصلح الولاة من غيرهم " . وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين ، عن بن عباس قال رسول الله : " أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي " . وهكذا تدل القرائن على أن إطلاق حديث الخلفاء الراشدين على الأربعة