responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخلافة المغتصبة نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 18


" وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر " [2] .
وكان مما قاله الرسول ( ص ) داعيا به ربه في تلك المعارك :
" اللهم إن تهلك هذه العصابة ، لن تعبد في الأرض " [3] .
فهذه الحروب التي قادها المشركون بقيادة بني أمية . لم تكن حروبا سهلة . بل إنها كلفت المسلمين خسائر كثيرة في الأموال والأرواح . وكان الوحي يعايش هذه المحنة عن كثب . وكثيرا ما لعن وواعد بالنار مشركي قريش . ونزلت آيات كثيرة تبشرهم بعذاب أليم .
وكما كان لمعسكر الشرك رموزه وقياداته ، فإن المعسكر الإسلامي تمثلت رموزه وقياداته في بني هاشم وعلى رأسهم الرسول ( ص ) وعلي ( ع ) . تكرست تلك العداوة بين الفريقين بين أبي سفيان ووزراءه من دهاقنة الشرك ، ونبي الله محمد ( ص ) ووزيره علي ( ع ) عداوة أشد ما تكون العداوة .
وكان الفتح بمثابة منعطف مهم في حياة الجماعة المسلمة . فالإسلام سوف يتحول من مستوى العصابة والجماعة الثائرة ، إلى مستوى الدولة . والشرك سوف يتحول إلى عكس ذلك ، من تجمع مركزي إلى حالة ضعيفة وفاشلة . وهذا التحول الكبير في تجربة المسلمين كان له أثران : أحدهما إيجابي تجلى في قوة الإسلام وشمول حاكميته . والثاني نتج عن دخول تلك الاخلاط في الإسلام بمن فيهم الطلقاء الذين عفا عنهم الرسول ( ص ) بعد أن أمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة .
إن الهزيمة العسكرية للشرك ليست كافية لتحسين إيمانهم ، لقد انهزموا بعد أن نفذت كل حيلهم ومكايدهم لتحطيم الإسلام . وبعد أن نصبوا كل ما يملكون من حواجز ، وأفرغوا كل ما في كنانتهم حتى الأهزع .
لقد دخل المشركون مرحلة جديدة من العمل وسلكوا استراتيجية الهدم من .



[2] 10 / الأحزاب .
[3] سيرة ابن هشام . في معركة بدر ، ص 269 ج 2 ط 2 دار الكتاب العربي

18

نام کتاب : الخلافة المغتصبة نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست