responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 7


بسم الله الرحمن الرحيم كل مسرح فكري يستمد أضواءه وقبساته من العقيدة ، لأنها القاعدة التي يبتني عليها الفكر ، وبناء بلا قاعدة رصينة لا ريب صائر إلى زوال . . والثقافات المنتشرة على ربوع المعمورة مهما تعددت مناحيها وتشعبت اتجاهاتها فإنها لا بد وأن تعود لجذورها العقدية . .
فتتضاءل لتنحصر في كلياتها وأصولها . . والصراع عقدي بين الثقافات قبل أن يكون فكريا وثقافيا . .
أننا حينما نرى استبسالا من بعض المجاميع لتكوين العلاقة الودية بين الحاكم والمحكوم وتأييدها باسم الانفتاح والعقلنة وإشاعة الإيجابية في دائرة الوسط الحركي والجماهيري وإلى ما هنا لك من المصطلحات والمسميات ففي الواقع أن هذه العناوين ترجع إلى فكرة محورية وهي الحاكمية . . وكذلك حينما نشاهد هجوما مستميتا على الحاكم لأنه مستبد وأن العقل لا يؤيد علاقة كهذه فإن فكرة الحاكمية عند أمثال هؤلاء مرفوضة . . فالصراع محوري وعميق . .
إن الثقافة ليس بمقدورها أن تنهض لتشكيل جماعات دينية متماسكة وفعالة لولا اللبنات العقدية ، الثقافة تظل عاجزة عن اغتيال أنور السادات لعدم تمكنها من صنع رجل كخالد الإسلامبولي ، نعم العقيدة وفتوى ابن تيمية هي التي دفعته لإطلاق النار . .
الثقافة تولد مثقفين ليس أكثر بينما تصهر العقائد البشر وتجعلهم رهن الانقياد ولو أدى ذلك للموت . . فخالد ليس رجلا حركيا أملت عليه ثقافته أن يغتال خصمه بل العقيدة دفعته وثقافته للمواجهة . .
وبلد كمصر تتجاذب فيه الصراعات ، وتمتد على مساحته الحركات الدينية لتنبثق إشعاعاتها لكثير من الدول العربية والإسلامية يجدر بنا أن ننطلق - لنفهم الحقيقة - من الظاهر إلى الجوهر ، من الثقافة إلى العقيدة ، ستتألف لدينا قهرا علاقة جدلية بين الحاضر والماضي ، نرحل للماضي ونسبر أغواره لنصل إلى العقيدة التي تضخ أفكارها بأشكال وتصاوير ثقافية ثم نرتد للحاضر لفهم أعمق للظواهر المتألقة في سماء الفكر . .
إننا اعتدنا في البحوث العقائدية أن نبدأ مع بدء الزمن ، زمن الرسالة ثم خلافة الخلفاء فالدولة الأموية فالعباسية لكن المذاق هذه المرة جديد ، سننطلق من النتائج إلى الأسباب ، من الحاضر إلى الماضي ، سيكون البحث تطبيقا وملموسا . . .

7

نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست