نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 64
الخصوم . . إن هذه التأويلات والتبريرات لا تخرج عن كونها مسكنات يحاول القوم أن يخدروا بها جماهير المسلمين ويطمئنوا الحكام . إلا أن هذه المسكنات مع مرور الزمن سرعان ما سوف تتلاشى وتتكشف الحقائق أمام الجميع كما تكشفت لي . . وفي مقدمة النصوص التي أحرجت القوم واضطروا إلى تأويلها تلك النصوص الواردة في الإمام علي وأهل البيت وهي صحيحة في أغلبها حسب قواعد هم . فهذه النصوص تضع الإمام في مكانة خاصة ترفعه فوق جميع الصحابة . وهي من جهة أخرى تكشف أن له ولأهل البيت دورا خاصا في واقع الأمة . ذلك الدور الذي حالت السياسة دون بروزه . وتلك هي القناعة التي خرجت بها بعد اطلاعي على تأويلات القوم لهذه النصوص وكذلك تبريراتهم للوقائع والأحداث التأريخية فقد ازددت يقينا أنهم يحاولون لي أعناق النصوص وتقويم حركة التأريخ . . يروي مسلم قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ثم يعلق على النص بقوله : والمستدل بهذا الحديث على أن الخلافة بعد له بعد رسول الله زائغ عن منهج الصواب فإن الخلافة من الأهل في حياته لا تقتضي الخلافة من الأمة بعد مماته [1] . . ويروي أيضا قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم خيبر : " أعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي عليا . فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه . . " . ويعلق مسلم على هذا الحديث بقوله : هذا من أعظم فضائل علي وأكرم مناقبه [2] . . ولما نزلت آية المباهلة وهي قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ) ( آل عمران : 61 ) دعا الرسول عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي [3] . . ويروي مسلم : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر . ثم قال : أما
[1] - مسلم شرح النووي . كتاب فضائل الصحابة . باب من مناقب علي . [2] - المرجع السابق . وهذا ما فقهه النووي من هذا الحديث غير أنه لا يريد أن يفهم منه ما يفيد مكانة الإمام ودوره الخاص . [3] - المرجع السابق .
64
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 64