responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 25


ولقد ارتد كثير من الشباب عن تيار التكفير وعاد إلى أحضان التيار السلفي وازداد تمسكا وتعصبا للأطروحة السلفية بعد أن تبين له فساد خط التكفير وبطلانه بناء على نصوص نبوية قاطعة تم اكتشافها من قبل عناصر التكفير الذين أخذوا يخوضون في كتب السنة بحثا عن الأدلة التي يدعمون بها أطروحتهم [4] .
إن تيار التكفير قد أسهم في دفعي نحو الاسراع في عملية التحرر من الماضي خاصة بعد ما اكتشفت أن فكر التكفير لا يخرج في محتواه ومضمونه عن فكر الخوارج الذين حاربوا الإمام عليا وانشقوا عن الخط الإسلامي السائد خاصة فرقة الأزراقة منهم [5] .
وكنت قد عقدت مقارنة بين أطروحة تيار التكفير وأطروحة فرقة الأزراقة وقمت بنشرها وتوزيعها في الوسط الإسلامي وأحدثت أثرا كبيرا وكانت بمثابة مفاجأة للكثيرين الذين كانوا يتصورون أن أطروحة التكفير أطروحة اجتهادية جديدة خالية من رواسب الماضي . . .
وقمت أيضا بتأليف كتاب تحت عنوان : الحق . هل ينحصر في جماعة واحدة ؟ ردا على ادعاء تيار التكفير أن الحق ينحصر في دائرته [6] .
ورغم الهزة الشديدة التي أحدثها تيار التكفير في الواقع الإسلامي بمصر وكشفه للجانب السلبي في التراث وتشكيكه في الماضي ورجاله إلا أن ذلك لم يغير شيئا في شخصيات الذين انتموا إليه ثم ارتدوا عنه ولم يدفعهم إلى محاولة التحرر من الماضي أو فقد الثقة في أشخاص السلف بل أحدث في نفوسهم رد فعل دفعهم إلى التمسك والتشدد في أطروحة السلف وبدا وكأن هذا الموقف من قبلهم بمثابة شعور بالندم على نبذهم لخط السلف .
ومن خلال احتكاكاتي بعناصر تيار التكفير اكتشفت أن هذه العناصر ليست مجرد عناصر انتمت لتيار إسلامي حاله كحال التيارات الإسلامية الأخرى ويحمل أطروحة للنهوض بالإسلام ومواجهة الواقع . إنما كان تصور هذه العناصر أنها انتمت للحق أو للإسلام في صورته الحقيقية . فلم تكن قضية نصرة الإسلام وتمكينه تشغلهم كما تشغل التيارات الأخرى وإنما ما كان يشغلهم هو كيفية دعم ما هم عليه من حق والثبات عليه .



[4] - كان كثيرا ما يكتشف عناصر التكفير الكثير من النصوص النبوية التي تشكل حرجا لأفكارهم وتكون بمثابة مشكل لهم . وكانوا في مواجهتها بين أمرين : إما أن يؤولوها وهذا يجعلهم متساوين مع رجال السلف الذين كفروا مقلديهم . وإما أن يرفضوا هذه النصوص وهذا يوقعهم في حرج أكبر وقد اضطروا لتبني نهج التأويل في مواجهة حملات الخصوم مما دفع بالكثير من عناصر التيار إلى التململ والارتداد عن التيار . . أنظر كتابنا الحركة الإسلامية . .
[5] - أنظر تاريخ فرقة الخوارج .
[6] - هذا الكتاب كان يتداول مخطوطا وقد فقد مني بعد انقطاع صلتي بالوسط السني .

25

نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست