نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 180
ولقد كان لفكرة الإمام الغائب وقع كبير في نفوس المصريين إذ أن هذه الفكرة تنسجم مع ميولهم وتركيبتهم وحلمهم بالتغيير على يد غيرهم . ثم أن المهدي سوف يكون قوة خارقة مؤيدة من الله سبحانه وهذا يعني أن انتصاره أمر محتوم . فمعلم اللين والاتكالية والسلفية وجدوا له ما يبرره في التشيع . . ومثلما كان هناك اتجار بالدين على مستوى السنة . برز الاتجار بالدين على مستوى الشيعة أيضا . وقد فوجئت ببعض العناصر المنتسبة للتشيع تستثمر هذا التشيع في تحقيق مكاسب خاصة لنفسها . ومنذ التزامي بخط آل البيت أردت أن أكفر عن هذه السنوات . فمن ثم فقد آليت على نفسي ألا أترك أحدا ممن كنت أعرفه في الوسط الإسلامي من قبل إلا وأفقده الثقة في الأطروحة السنية . . من هنا فقد تجنبني القوم والتزموا تجاهي بسياسة القذف بالطوب من بعيد دون أن يحاولوا الاقتراب مني . قلة قليلة فقط التي تخلت عن هذه السياسة واحتكت بي ولما تكشفت أمامها الحقائق تبنت خط آل البيت . . وكنت قد استطعت بعون الله أن استقطب الكثير من العناصر لصف التشيع من مختلف التيارات الإسلامية العاملة في الوسط الإسلامي بمصر . . من تيار التكفير . . ومن تيار الجهاد . . ومن التيار السلفي . . ومن تيار الأخوان . . وكما كنت في الوسط السني ألعب دورا قياديا . فرض علي في الوسط الشيعي أن ألعب نفس الدور حيث أن حركة التشيع في بداية الثمانينات كانت لا تزال في طور النمو وفي حاجة إلى إبراز معالمها وشخصيتها . . كانت حركة التشيع في حاجة إلى الدعم الإعلامي لصد الحملات الضارية التي تشن عليها من جهة . وتوعية المؤمنين وتثبيتهم من جهة أخرى . . وبحكم خبرتي في الحقل الاعلامي حملت على كاهلي هذا الدور واستطعنا بفضل الله أن نؤسس دار نشر صغيرة تحت اسم البداية وكان هذا في أواخر
180
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 180