responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 177


بين المخدرات والدين بينما يرون هذا التناقض بوضوح بينه وبين الخمر . .
ومن معالم الشخصية المصرية : الانعزالية فالشعب المصري شعب انطوائي لا يحبذ الحركة والمغامرة بل يفضل البقاء في مكانه وإن كان هذا المكان لا يلائمه من حيث الرزق أو من حيث الراحة على التحرك بحثا عن مكان جديد صلاحيته بالنسبة له مسألة ظنية . وقد انعكس هذا المعلم على طموحات المصريين فجمدها أو قضى عليها . ويبدو هذا المعلم بوضوح في مسألة السفر لأجل العمل خارج مصر وليس هناك من غرض آخر يدفع بالمصري ليسافر خارج موطنه سوى غرض الرزق فإننا نجد المصري لا يسافر إلا بعقد عمل يضمن له وظيفة هناك خارج مصر فهو لا يفكر مطلقا في المغامرة بالخروج دون عقد عمل أو الذهاب إلى بلد غير مشهود له برخاء العيش ويضمن له رزقه كبلاد أفريقيا مثلا . والمصري يبقى خارج مصر في وظيفته التي جاء من أجلها لا يفكر في تغيير نمطية سعيه كأن يفتح مشروعا تجاريا أو يبحث له عن دور اقتصادي أكبر أو يسعى للاستيطان في موطنه الجديد . كل هذا لا يفكر فيه ولا يشغله . بل ما يشغله هو موطنه الأصلي وكيف يعود إليه حاملا المال الوفير ليبني بيتا في قريته أو يشتري شقة في مدينة ثم يعود إلى عمله الذي كان عليه إن كان موظفا أو مدرسا أو عاملا . .
ومن أخطر معالم الشخصية المصرية التسيب . فثوابت هذه الشخصية مهزوزة تتقلب وفق المتغيرات والرياح الغالبة على الواقع . فشخصية الشعب المصري في العهد الملكي غير شخصيته في العهد الناصري غير شخصيته في عهد السادات غير شخصيته في العهد الحالي . إن الشعب المصري إنما هو شعب سريع الفساد وسريع الصلاح في آن واحد . فهو شعب يسهل إفساده ويسهل إصلاحه أيضا .
ومن الممكن لحكومته أن تحوله إلى أفسد شعوب الأرض في فترة وجيزة . ومن الممكن أن تجعله أصلح شعوب الأرض في نفس الفترة أيضا . .
ومن معالم الشخصية المصرية الاتكالية فطوال تاريخه يتكل على نهر النيل ويقبع إلى جواره فإذا أصابه القحط حلت المجاعة وضاعت البلاد وإن زاد ووفرت مياهه عم الرخاء والشبع . وكما اتكل المصريون على نهر النيل اتكلوا أيضا على حكوماتهم واعتقدوا أن بيدها كل شئ فمن ثم أسلموا لها أنفسهم في طواعية وانتظروا الخلاص على يديها . ولعل هذا يفسر سر تعلق المصريين بالعمل عند

177

نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست