نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 162
عندما نعرف مدى انحراف هؤلاء عن الإسلام نعرف مدى تمسك الأئمة بالإسلام . . عندما نعرف صورة الإسلام التي يرفعها الحكام نعرف صورة الإسلام التي يرفعها الأئمة . . عندما نرى الحكام والفقهاء في وئام وسلام ونرى أئمة آل البيت في ضيق وبطش وإرهاب نعرف مدى الفرق بين الإسلام الذي يرفعه الحكام والإسلام الذي يرفعه أئمة آل البيت . . وأئمة هذا حالهم ويعيشون هذه المواجهة . ويلاقون مثل هذه الفتن لا بد وأن تكون فيهم صفة خاصة تحول بينهم وبين الاستسلام للمغريات والانحراف بالإسلام وفق هوى الحكام . . وهنا تبرز مسألة العصمة فهي مسألة ترتبط بعظيم الدور الذي سوف يلعبه الإمام في واقع الأمة من بعد الرسول . . مسألة العصمة . إن النظرة السطحية لقضية الإمامة والتي ورثناها من فقهاء القوم تحول دون فهم مسألة العصمة . وإن التحرر من هذه النظرة سوف يؤدي إلى تقبل فكرتها . فطالما لما ظل المسلم يعتقد أن الحكام هم الأئمة وأنه لا بأس بفسقهم وفجورهم وأن الرسول قد بشر بهم على هذا الحال فكيف له أن يتصور قضية العصمة ؟ . . وإذا كان الطرح المقصود بالإمامة مغيبا ولا يفقه المسلم عنه شيئا وليس أمامه سوى هذا النموذج الذي وضعه الفقهاء فكيف له أن يستوعب هذه المسألة ؟ . . فقه مسألة العصمة كان يسبقه فقه أطروحة القوم في الإمامة ثم فقه قضية الإمامة عند آل البيت وهو ما غاب عني في بداية بحثي حول هذه المسألة . . هذا النموذج السئ من الأئمة المطروح في كتب القوم يفرض الشك ويحتم وجود نموذج آخر . فليس من المعقول أن يرتهن مستقبل الإسلام بهذا النموذج الفاسد ، والفقهاء عندما ربطوا قضية الإمامة بالحكام إنما وضعوا الأمة بين خيارين :
162
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 162