نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 158
قاصرة ومن زاوية معزولة . إذ كنت أنظر من دائرة نتناولهما كمسألتين مستقلتين معزولتين عن أطروحة آل البيت . وقد تساويت في هذه النظرة مع الآخرين من التيارات المناوئة التي تستفزها المسألتين وتريد أن تبحثهما مجردتين عن أطروحة وخط آل البيت . إن قضيتي العصمة والغيبة ترتبطان ارتباطا وثيقا بقضية الإمامة التي تعد الأصل الذي نبعت منه هاتان المسألتان . وبدون استيعاب قضية الإمامة لن يتحقق استيعابهما . . الإمامة هي الأصل والعصمة والغيبة فرعان من فروعها . . وفهم الإمامة يقود إلى فهم العصمة والغيبة . . والجهل بالإمامة سوف يقود إلى رفضهما . . من هنا عدت من جديد إلى بحث قضية الإمامة والتعمق فيها وبرزت أمامي نتيجة هامة وهي أن اعتبار الإمامة أصل من أصول الدين له ما يبرره شرعا وعقلا . وأنها المرتكز الأساسي الذي يرتكز عليه الإسلام وبدونها تضيع معالمه وتذهب هويته ويسهل تشويهه وتحريف نصوصه . . ولن يتم فهم قضية الإمامة إلا باعتبارها أصلا من أصول الدين . فإن النظر لها كقضية هامشية سوف لا ينبني عليه شئ وهو ما عليه القوم وما يتبنونه تجاه هذه القضية وهذا يقودنا إلى إلقاء الضوء على نظرة فقهاء القوم لهذه القضية . . يقول الشهرستاني : ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة [1] . . ومثل هذا التصريح من الشهرستاني إنما يؤكد خطورة قضية الإمامة وعظيم مكانتها وينفي محاولة تهميشها وتفريغها من مضمونها الحقيقي . إلا أن القوم خلطوا ما بين الإمامة والخلافة واعتبروا الإمامة مفهوما ينحصر في الحكم وهو ما قصده الشهرستاني . . ومن هنا فالإمامة عند القوم لا تخرج عن كونها منصبا اجتماعيا يهدف إلى تسييس الأمة ولا يشترط في صاحبها سوى القرشية والكفاءة . أما مسألة العدالة فهي ليست شرطا وعلى هذا الأساس يمكن أن يحكم الفاسق المسلمين وتجب طاعته