نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 148
الإمام علي لفت نظري أثناء قراءتي لكتب التراث السني قول ابن حنبل : أن عليا كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا منهم لعلي . فهذا القول يلخص حركة التاريخ . الخاص بالصراع بين آل البيت والقوى المتربصة بهم . وإن كان ابن حنبل قد خص بقوله معاوية ، فالرجل من جهة أخرى أدان التاريخ السني بأكمله وإن كان لا يقصد ذلك . فتاريخ السنة إنما يقوم على أساس مباركة حكام بني أمية وبني العباس الذين قضوا على خط آل البيت وبطشوا بأئمته . وعلى أساس مباركة التراث الذي تولد من حالة التعايش بينهم وبين هؤلاء الحكام ذلك التراث الذي يقوم على الحط من قدر الإمام علي وتشويه آل البيت . إن ارتباط أهل السنة بخط الحكام فرض عليهم تبني وجهة معادية للإمام علي ولآل البيت وذلك هو الموقف الطبيعي لهم إذ أن هؤلاء الحكام هم أعداء علي وآل البيت . . فهم قد عملوا على رفع أبي بكر وعمر وعثمان عليه . . وهم قد أعلوا من مقام أبي سفيان وولده معاوية وساووه بالإمام علي . . وهم قد قاموا بتأويل النصوص الواردة في الإمام وآل البيت على غير معناها . . وهم قد برروا كل المواقف والحوادث التي وقعت بين الإمام والصحابة بما يخدم خط الحكام . . وهم قد عتموا على أئمة آل البيت من بعد الإمام علي وشوهوا شيعتهم . . ومثل هذه المواقف إنما تنم عن انحياز كامل لجانب أعداء الإمام وآل البيت . . لقد كنت أتأمل مثل هذه المواقف من القوم وأتساءل : ما سر هذه المواقف ؟ وما هو الدافع من ورائها ولماذا يحظى الإمام بهذا التركيز من خصومه ؟ . . لم يكن كلام ابن حنبل سوى إجابة على طرف السؤال . أما الإجابة الكاملة التي لم يستطع النطق بها فهي أن القوم قد تآمروا على الإمام من بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسام ) وأن هذا التآمر قد اضطرهم إلى تحريف النصوص الواردة فيه وفي آل البيت وطمس معالمها بل واختراع نصوص
148
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 148