نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 146
يرضيكم . . إنني في حالة الموافقة بين أمرين . . إما أن أصطدم بكم بطرحي المتناقض مع طرحكم . . وإما أن أستسلم لأطروحتكم وأتكلم بلسانكم وفي هذه الحالة لن أضيف جديدا . إن التسلح بالعقل سوف يمنح المرء القدرة على الاختيار . ومن ثم فقد كان تسلحي بالعقل العامل الأساس في دفعي نحو خط آل البيت واختياره . ولم يكن هذا ليتم لولا تسلحي بالعقل الذي أعانني على تحطيم الأغلال التي كان يكبلني بها الخط السني [1] . . أما ما جذبني لخط آل البيت ودفعني نحو التشيع فيما يتعلق بالأطروحة الشيعية فهو ما يلي : القرآن والعقل . أنزل الله القرآن ليحكم بين الناس ويكون دستورا لحياتهم . إلا أن الناس مع مرور الزمن وطول الأمد ورثوا الكثير من الروايات والاجتهادات التي غلبت على حياتهم فاستسهلوها وتناولوا منها دينهم وبالتالي أهملوا القرآن . وقد ساعد على نمو هذه الحالة ودعم هذا الوضع الحكام إذ وجدوا فيه وسيلة لتخدير المسلمين وإلزامهم بطاعتهم . فهذا الكم من الروايات التي توجب طاعتهم تتناقض مع القرآن ولذا عملوا على عزل القرآن عن واقع المسلمين . . أما من شذ عن هذا الوضع وأعمل عقله فكانت تلصق به تهمة الزندقة لتبرير الخلاص منه والقضاء على دعوته . . وكم سقط من شهداء على هذا الطريق بأيدي الحكام وبأيدي الفقهاء [2] . ولو كان القرآن والعقل قد أخذا دورهما في مسيرة الإسلام ما كانت قد وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من الخنوع والتشرذم وعبادة الرجال . . ففي غيبة القرآن اخترعت الكثير من الروايات المضللة . . وفي غيبة العقل سادت هذه الروايات وحلت محل القرآن . . في غيبة القرآن اخترع إسلام جديد . .
[1] - أنظر كتابنا العقل المسلم بين أغلال السلف وأوهام الخلف . [2] - أنظر لنا شهداء الرأي في التاريخ الإسلامي .
146
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 146