نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 14
عنه . وذلك غير الصدامات التي كانت تقع بين عناصر التيار الناصري والتيار الماركسي وعناصر التيار الإسلامي داخل الجامعة المصرية التيار الناصري والتيار الماركسي كانا يتهمان التيار الإسلامي بالعمالة للحكومة . والتيار الإسلامي كان يتهمهما بالكفر والإلحاد . . وبالنسبة لي فإن موقعي بين هذه التيارات كان متميزا إلى حد كبير حيث أنني كنت من المستقلين ولي نشاطي الخاص بي وطرحي المختلف عن طرحهم . وكنت أعطي للعقل مكانه وأتيح له القيام بدوره فمن ثم كنت أتميز بالمرونة والتجاوب مع المتغيرات والارتباط بالواقع . . وكانت لي جولاتي المختلفة بين مدن وقرى مصر شمالا وجنوبا . أخطب في مساجدها وألتقي بشبابها وأتحاور مع تياراتها . وكنت وقتها على هيئة القوم مطلقا لحيتي ومرتديا الجلباب التقصير . إلا أن حواراتي ومناقشاتي مع هذه التيارات لم تأت بنتيجة . فقد كان القوم يرفضون العقل ولا يتيحون لأحد فرصة للخروج عن خط الماضي ونقد رجاله . . والتيار الوحيد الذي خاض في الماضي ونقد رجاله هو تيار التكفير الذي كان يرفض أية مقولة تصطدم بالنصوص حتى أنه تجرأ على عمر وهاجمه بسبب اجتهاده على النصوص . غير أن هذا التيار قد أخضع هذا النقد لنظريته وطرحه فقط سيرا مع القاعدة التي كان ينادي بها وهي من قلد كفر . . وهذه القاعدة كان لها دورها البارز في تحري عناصره من التقيد بالماضي واتباع رموزه . كما كان لها دورها في لفت نظري إلى قضية النص والرجال والتي كان لها دورها في دفعي نحو خط آل البيت [10] . الأخلاق كانت التيارات الإسلامية . وباستثناء تيار الأخوان - يقودها شباب لا خبرة لهم ولا علم . وتكاد تنحصر محصلته العلمية في محيط كتب معدودة محدودة بحدود الفكر الوهابي .
[10] - أنظر فصل التحرر من الماضي . والدين والتراث . .
14
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 14