- إن الرؤية الحسية التي تؤكدها الأحاديث تستلزم أن يكون المرئي جسماً له كثافة ولون حتى تتم الرؤية ، فمن مستلزمات الرؤية أن يكون المرئي جسماً تنعكس منه الأشعة ، وأن يكون في مقابل الرائي ، وأن تكون هناك مسافة بين الرائي والمرئي بالإضافة إلى سلامة الحاسة ، وبهذه الشروط يكون الله - والعياذ بالله - جسماً له لون ويكون محدوداً بمكان وهذا محال . - ويستلزم أيضاً أن الله يتغير ويتشكل بصور مختلفة ( فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، فيأتيهم في الصورة التي يعرفون ) . . والطريقة التي يعرفونه بها هي ( الساق ) فله - سبحانه - ساق تكشف وتغطى . . ! ! وهذه العقائد التي تستلزم الكفر صراحة هي ناج طبيعي للأحاديث الإسرائيلية التي سلم بها إخواننا أهل السنة لورودها في البخاري ومسلم ، فقد استهما مقدمة على قداسة الله وتنزيهه ، وإلا لولا هذه الأحاديث لما ذهب عقل سليم لهذا القول . ولذلك تجد أهل البيت عليهم السلام وقفوا في وجه هذه العقيدة وكل العقائد التي تودي إلى التجسيم والتشبيه ، وكذبوا تلك الأحاديث التي دسها كعب الأحبار اليهودي ، ووهب بن منبه اليماني اللذان روجا فكرة التجسيم والرؤية كثيراً . وهذه العقيدة قد حفلت بها كتب أهل الكتاب وهي بعيدة كل البعد عن المعارف القرآنية . وخلاصة القول : إن هذه الأحاديث مهما كثرت لا قيمة لها في أصول العقائد تعد حكم العقل ، وإذا تنازلنا وسلمنا بدخولها في مجال تقسيم الأفكار العقائدية فيقابلها كم هائل متضافر متواتر وارد عن أهل البيت ( ع ) تنفي التجسيم ولوازمه والرؤية وكل ألوان الإحاطة بالله تعالى .