فإذا طلب سيدنا سليمان ( ع ) هذا الأمر الغيبي من أتباعه ، وإذا تمكن رجل عنده علم من الكتاب أن يقوم بذلك ، فجاز لنا أن نطلب من الذي عنده علم الكتاب كله ، وهذا بالتأكيد عند رسول الله ( ص ) وأهل بيته ( ع ) . هل التوسل بالأنبياء والصالحين حرام ؟ قد عرفنا فيما سبق أن التوسل والاستغاثة خارجة من إطار التوحيد والشرك ، وبقي شيء آخر وهو جواز هذا الأمر أو حرمته . لم يقل أحد من علماء الإسلام بحرمة التوسل قديماً وحديثاً ، وقد جاءت كثير من الروايات تبيح ذلك ، وإليك بعض الأحاديث : - حديث عثمان بن حنيف : ( إن رجلاً ضريراً أتى على النبي ( ص ) فقال : إدع الله أن يعافيني ، فقال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير ، قال : فادع ، فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي ، اللهم شفعه في . قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضر ) ( 1 ) . وقد ناقش إسناد هذا الحديث الشيخ جعفر السبحاني في كتابه ( مع الوهابيين في خططهم وعقائدهم ) وقال : ( . . لا شك في صحة وسند الحديث هذا ، حتى أن إمام الوهابية ( ابن تيمية ) قد اعترف بصحة سنده قائلاً : إن
1 - سنن ابن ماجة ج 1 ص 441 ، مستدرك الحاكم ج 1 ص 313 ، مسند أحمد ج 4 ص 138 ، الجامع الصغير ص 59 ، تلخيص المستدرك للذهبي .