. . . وانكشف الزيف . . . إن الحديثين : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) و ( إني تارك ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ) ؛ كانا بالنسبة لي من أقوى الأدلة التي كنت أحتج بها حينما كنت أميل إلى الفكر الوهابي ، فبعد أن حفظت الحديثين اللذين يرددهما كثير من علمائهم في الكتب والمحاضرات ، ولم أحده نفسي يوماً بالرجوع إلى مصادراهما الأصلية من كتب الحديث ، وكنت أتعامل معهما تعامل المسلّمات والبديهيات ، وهذا ليس بالشيء الغريب فهما في الواقع الأساس الأول الذي يبتني عليه الفكر السني ، وبالأخص الفكر الوهابي الذي تبنى الحديثين بصلابة . . فلم يطرأ ببالي مجر الشك في صحتهما لأنهما القاعدة التي أنطلق منها في انتمائي إلى المذهب السني فالشك فيهما يعني الشك في انتمائي . وهذه الفكرة التي انخدعت بها لم تكن - بعد التحقيق - وليدة العصر أو وليدة الفكر السني ، وإنما هي وليدر خطة مدروسة دبر لها من قديم الزمان لتمويه الحقائق ولمواجهة خط أهل البيت ، الذي يمثل الإسلام بأروع صوره ، وللأسف الشديد فإن كثيرا من المدارس الفكرية ، قامت على أنقاض ذلك المخطط الخبيث ، فتبنت أفكاره وكأنها نازلة من عند الله سبحانه وتعالى ، وروجوا لها ودافعوا عنها بكل السبل والوسائل . وما الوهابية إلا مثال