أن يعدلوا عن وصيه بعد موته إلى شيخ كان رسول الله ( ص ) تزوج ابنته ، ولعله لو لم يرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها . قال الأئمة : يا يوحنا فلم لم ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم ؟ قال يوحنا : لا شك أنه لما مات رسول الله ( ص ) كان المسلمون قلة ، واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفاً والمسلمون الذي في المدينة حشوهم منافقون ، فلو أظهر النزاع بالسيف لكان كل من قتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه وكان قليل من الناس يومئذ من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه و أناسبه قتيلا أو أزيد وكانوا يكونون عليه ، فلذلك صبر وشاققهم على سبيل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بين أهل السنة ، ثم بعدما جرى من طلب البيعة منهم فعند أهل السنة أنه بايع ، وعند الرافضة أنه لم يبايع ، وتاريخ الطبري ( 1 ) يدل على أنه لم يبايع ، وإنما العباس لما شاهد الفتنة صاح : بايع ابن أخي . وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما أدعاها ، ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلاً ، وأنتم تروون عن رسول الله ( ص ) أنه قال : ( علي مع الحق والحق مع علي ) ( 2 ) فكيف يجوز منه أن يدّعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ ؟ ! وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب إنكم رويتم أن نبيكم قال : ( ستحذون حذو بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر