هيئته ، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين والنعلين المذهبين . . والصعود إلى المساء والنزول إلى الدنيا ، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً . . ) ( 1 ) . فأصبح المذهب الحنبلي على ذلك المستوى ، لم يكن له كثير من الأتباع كما كانت تفر منه النفوس لعقائدهم في الله وتشبيههم الرب ووصفه بصفات لا تليق به ، فلم يجد الفرصة الكافية في الانتشار حتى جاء المذهب الوهابي بزعامة محمد بن عبد الوهاب الذي تبنى الخط الحنبلي فساعدته سلطة آل سعود على نشر المذهب بحد السيف في أوله وبريق الريالات في آخره 8 ، ومع الأسف إن كثيراً من الناس يتمسكون بالفقه الحنبلي ولا دليل لهم على ذلك إلا من باب : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون ) ، وإن كان غير ذلك فلا بد من إثبات براهينهم في هذه الموارد الثلاثة : كون أحمد بن حنبل فقيهاً ، وكون الفقه المنسوب إليه غير مكذوب ، وبعد أن يثبت ذلك كله لا بد من إثبات حجة دامغة في وجوب اتباع أحمد بن حنبل بالذات . وإلا يكون اتباعاً للظن ، والظن لا يغني عن الحق شيئاً ، وهذا بالإضافة إلى أن المتعصبين لأحمد مثل ابن قتيبة لم يذكره في جماعة الفقهاء ، فلو كان فقيهاً مجتهداً لم يبخسه حقه وكذلك ابن عبد البر لم يذكره عندما ذكر الفقهاء في كتابه الانتقاء ، ولم يتطرق له ابن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ في كتاب 9 اختلاف الفقهاء ، فسئل عن ذلك فقال : لم يكن أحمد فقيهاً إنما كان محدثاً وما رأيت له أصحاباً يعوّل عليهم ، فأساء ذلك الحنابلة ، وقالوا : إنه رافضي ، وسألوه عن حديث الجلوس على العرش ، فقال : إنه محال . وأنشد .