قال : اليوم ، بعد صلاة المغرب . . - ظناً منه أنه سيرهبني بهذا الموعد القريب - فأظهرت موافقتي بكل سرور ، وخرجت من المسجد . وبعد أداء صلاة المغرب ، بدأت المناظرة . فبدأ شيخهم - أحمد الأمين - الحديث كعادته يتهجم ويتهم الشيعة بالقول بتحريف القرآن وكان يمسك في يده كتاب ( الخطوط العريضة لمحب الدين ) ، وبعد الفراغ من حديثه ، ابتدأت حديثي ، وقمت بالرد على كل ما افتراه من اتهامات بالتفصيل ، وبرأت الشيعة تماماً من القول بتحريف القرآن ، وبعد ذلك ، قلت له كما قال عيسى ( ع ) : ( ترون التبنة في أعين غيركم ولا ترون الخشبة في أعينكم ) ، فإن الروايات التي احتوتها كتب الحديث عند السنة ظاهرة في اتهام القرآن الكريم بالتحريف ، فنسبة القول بالتحريف إلى السنة أقرب منها إلى الشيعة ، وذكرت ما يقارب عشرين رواية مع ذكر المصدر ، ورقم الصفحة من صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ، مثال : أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، عن أبي بن كعب قال : كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قال : بضعاً وسبعين آية ، قال : لقد قرأتها مع رسول الله ( ص ) مثل البقرة أو أكثر منها وإن فيها آية الرجم ( 1 ) . وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب ، قال : إن الله بعث محمداً ( ص ) بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله ( ص ) ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله . . إلى أن يقول : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله :