قلت : نحن الشيعة ؟ قال : أعوذ بالله من الشيعة . . . وخرج . . . ! فمن كان له تحظ وإعلام وسلطان بلغ الثريا ، فمالك نفسه لم يكن طامعاً في هذه المرتبة لأنه يعلم أن هناك كثيرين أجدر منه بهذه المكانة . ولكن السلطة تريده مرجعاً عاماً في الفتوى ، وقد أمره المنصور بوضع كتاب يحمل الناس عليه بالقهر ، فامتنع مالك فقال المنصور : ضعه فما أحد اليوم أعلم منك ( 1 ) ، فوضع الموطأ ، ونادى منادي السلطان أيام الحج : أن لا يفتي إلا مالك . انتشار المذهب المالكي : انتشر المذهب المالكي بواسطة القضاة والملوك ، ففي الأندلس حمل ملكها الناس على تقليد مذهب مالك لما بلغه من مالك في مدحه عندما سأل عن سيرة الملك في الأندلس فذكر له عنها ما أعجبه ، فقال : نسأل الله تعالى أن يزين حرمنا بملككم . فلما بلغ قوله إلى الملك حمل الناس على مذهبه ، وترك مذهب الأوزاعي فاتبعه الناس خضوعاً لسلطته - فالناس على دين ملوكهم - . وكذلك انتشر في أفريقيا بواسطة القاضي سحنون . يقول المقريزي : ولما ولي المعز ابن باديس حمل جميع أهل إفريقيا على التمسك بمذهب مالك وترك ما عداه ، فرجع أهل إفريقيا وأهل الأندلس كلهم إلى مذهبه ، رغبة فيما عند السلطان ، وحرصاً على طلب الدنيا إذ كان القضاء والإفتاء في جميع تلك المدن لا يكون إلا لمن تسمى بمذهب مالك ، فاضطرت العامة إلى