وقفة مع أئمة المذاهب الأربعة عن البحث عن تاريخ أئمة المذاهب الأربعة من الصعوبة بمكان ، لأن أخبارهم إما منقولة عن المتعصبين لهم الغالين فيهم ، وإما عن طريق أعدائهم المتحاملين عليهم ، وبين هذين الخطين المتعارضين يصعب الخروج رؤية مجردة نزيهة . يقول أحمد أمين : كما أن العصبية المذهبية حملت بعض الأتباع لكل مذهب أن يضعوا الأخبار لإعلاء شأن إمامهم ، ومن هذا الباب ما زوروه من الأحاديث بتبشير النبي ( ص ) لكل إمام من مثل ما روي أن النبي ( ص ) قال في أهل العراق : إن الله وضع خزائن علمه فيهم ، ومثل : يكون في الأمة رجل يقال له النعمان بن ثابت ويكنى بأبي حنيفة يُحيي الله على يديه سنتي في الإسلام . . . إلخ ، حتى لقد زعموا أن أبا حنيفة بشرت به التوراة ، وكذلك فعل بعض الشافعية بالشافعي والمالكية في مالك ، وما كان أغناهم عن ذلك . ومن أجل ذلك صَعُب على الباحث معرفة التاريخ الصحيح لكل إمام ، فقد كان كلما أتى جيل زاد في فضائل إمامه ( 1 ) .