الكفر واقتراف المعاصي ، ولا توجد في كتاب الله آية واحدة تنقض قولنا هذا ( 1 ) . أقول : ولكن ما علاقة قولك بهذا الحديث ! فإثبات الشيء لا ينفي ما عداه . . هذا أولاً . ثانياً : كل القرآن ينقض قولك ، فهذا القرآن بين يديك يأمرنا بالتمسك بالأنبياء والرسل ، ويحكم بكفر من لم يتمسك بهم ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ، كما يأمرنا بالتمسك بالأولياء : ( أ " يعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، فالأمر في هذا الآية واضح في الوجوب فيلزم التمسك بهم ، وأوجب الله علينا أيضاً التمسك بالمؤمنين واتباع سبيلهم . قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ( 2 ) . فعدم التمسك بهم يعني الهلاك - ومع الأسف - لم يرجع الجبهان على كتاب الله حتى يرى كيف كان دخول الباب لبني إسرائيل غفراناً لذنوبهم . ( وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة ، نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ) ( 3 ) . لم يجهل الجبان ذلك لكن شدة عداوته لأهل البيت حملته على ذلك ، ونزيده غيظاً بقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً غلا المودة في القربى ) ( 4 ) . فقد جعل الله أجر رسالته في موالاة أهل البيت .
1 - المصدر السابق ص 91 . 2 - سورة النساء ، الآية 115 . 3 - سورة البقرة ، الآية 58 . 4 - سورة الشورى ، الآية 23 .