ثانياً : الشورى في الواقع العملي الشورى وسقيفة بني ساعدة : ذكر المؤرخون أن خلافة أبي بكر كانت عن طريق ترشيحه في سقيفة بني ساعدة ، وهي في الواقع الشرعية الأساسية التي يرتكز عليها أبو بكر في خلافته للمسلمين ، فلا يمكن أن يلتزم المسلم بخلافته إلا إذا التزم وآمن بالسقيفة واعتبرها الكيفية الوحيدة التي يمكن من خلالها تعيين خليفة المسلمين ، وبما أننا في البحث السابق أثبتنا بطلان نظرية الشورى كوسيلة لتنصيب خليفة المسلمين ، أحببنا في هذا المقام أن تستعرض حادثة السقيفة ، التي هي التطبيق الخارجي لنظرية الشورى حتى نستكشف مدى نزاهتها ، ومن ثم يترتب على ذلك الالتزام بها أو عدم الالتزام . السقيفة في تاريخ الطبري : ذكر الطبري هذه الحاثة بشكل مفصل في تاريخه ج 2 مطبعة الاستقلال بالقاهرة سنة 1358 ه - 1939 م ، ننقل منه مختصراً على قدر الحاجة من ص 455 - ص 460 ، كالآتي : اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله ، فقالوا : نولي هذا الأمر بعد محمد ، سعد بن عبادة . , أخرجوا سعداً إليهم وهو مريض . . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في