فطفقت أسأل وأبحث عن الكتب التي ردت على الشيعة لعلها تنقذني مما أنه فيه وتوضح لي حقائق لعلها غائبة عني ، ولقد كفاني الوهابية عن جمعها ، فقد كان إمام الجماعة في مسجد قريتنا يحضر لي كل ما أطلبه . . وبعد البحث فيها تعقدت مشكلتي وازداد توتري ولم أجد فيها بغيتي ، لأنها خالية من الموضوعية والنقاش المنطقي وكل ما فيها سب ولعن وشتم ، وافتراءات وكذب ، شكلت لي حجاباً في أول الأمر ، ولكن بعد تجريدها من هذه التأثيرات الإعلامية تبينت أمامي أوهن من بيت العنكبوت . فعزمت بعد ذلك على مواصلة البحث ، رغم اقتناعي بما توصلت غليه في البحث الأول مقاوماً تسويلات نفي ومتطلعاً لرؤية الحقيقة أكثر ظهوراً وضياءً ، فوقع اختياري على بحث أدلة ولاية الإمام علي ( ع ) والناصة على إمامته وكان في ذهني مجموعة من الأدلة التي تؤدي هذا العرض رغم أنها كافية لمن كان له عقل صاف وقلب سليم ، ولكن أردت أن يكون هو البحث الفاصل بين أن أكون سنياً أعتقد بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وبين أن أكون شيعياً ، أقول بإمامة علي ( ع ) . وبعد البحث كانت المفاجأة ! حيث لم أستطع وإلى الآن أن أجمع وأحصي وتتبع كل الأدلة سواء أكانت نقلية أو عقلية ، التي تصرح وبكل وضوح بإمامة أمير المؤمنين ( ع ) ، بعضها ظاهر في الدلالة وبعضها يحتاج إلى مقدمات مطولة . وما أسجله في هذا الفصل هو مقتطف يسير ، وذلك مراعاةً للاختصار وتشويقاً للباحث ، ولاعتقادي بأن فيه الكفاية بعد الشرح والتوضيح . ( 1 ) قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ( 1 ) صدق الله العظيم .