ولكن لماذا أحضر الرسول ( ص ) هؤلاء الخمسة فقط ، ولم يحضر أصحابه وزوجاته ؟ والإجابة على ذلك بكلمة ، وهي : أهل البيت هم أوجه الخلق بعد الرسول عند الله وأكثرهم نقاءاً وتطهيراً ، ولم تتح لغيرهم هذه الصفات التي أثبتها الله لأهل البيت في آية التطهير كما تقدم . ولذلك نجد رسول الله ( ص ) في تطبيق هذه الآية كيف يلفت أنظار الأمة لمنزلة أهل البيت ، فيفسر قوله تعالى ( أبناءنا ) بالحسن والحسين و ( نساءنا ) بالسيدة فاطمة الزهراء ( ع ) و ( أنفسنا ) ب علي ( ع ) ، وذلك لأن الإمام لا يدخل ضمن النساء ولا ضمن الأولاد فينحصر دخوله في كلمة أنفسنا ولأن التعبير ب ( أنفسنا ) يكون قبيحاً إذا كانت الدعوة موجهة إلى ذاته فقط . فكيف يدعو نفسه ؟ ! . ويؤيد ذلك قول الرسول ( ص ) ( أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى ) . فإن كان الإمام علي ( ع ) هو نفس الرسول ( ص ) فيكون له ما للرسول من قيادة وولاية على المسلمين إلا منزلة واحدة وهي منزلة النبوة كما عبر رسول الله ( ص ) في صحيح البخاري وسلم : ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ) ( 1 ) . إن استدلالنا من هذه الآية لم يكن في هذا المقام وإنما هو في بيان من هم أهل البيت ، والحمد لله لم يكن هناك خلاف في أن هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء ، وهناك أخبار وأحاديث في هذا المجال . فقد روى مسلم والترمذي كلاهما في باب فضائل علي ( ع ) : ( عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
1 - راجع البخاري كتاب المناقب ، وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ، والمسند ج 3 رواية رقم 1463 .