أهل البيت في آية المباهلة إن الصراع بين جبهتي الحق والباطل في ساحات القتال أمرٌ صعب ولكنه أكثر صعوبة إذا كان في ساحة المحراب ، عندما كل واحد نفسه أمام علام الغيوب ، ويجعلونه حاكماً وقاضياً بينهم ، ففي هذه الحالة لا ينجح من قلبه شك أو ريبة . نعم ، قد يكون مقاتلاً جلداً في ساحات القتال ، لذلك نجد رسول الله ( ص ) في مقاومته للكفار يدعو للجهاد كل من يقدر على حمل السلاح ولو كان منافقاً . ولكن عندما تحولت نوعية الصراع من الحرب إلى الدعاء و المباهلة مع النصارى لم يَدْعُ رسول الله ( ص ) لهذه النوعية الجديدة من الصراع أي واحدٍ من أصحابه ، لأن في مثل هذا المقام لا يتقدم إلا من كان له قلب سليم مطهرٌ من الرجس والذنب ، وهم النخبة المصطفاة ، ومثل هؤلاء لا يكونون كُثُراً بين البشر ، وإنما هم قلة ، ولكنهم خير أهل الأرض . فمن هؤلاء النخبة المصطفون ؟ عندما جادل رسول الله ( ص ) علماء النصارى بالتي هي أحسن . لم يجد منهم إلا الكفر والجحود والعصيان ، ولم يعد هناك سبيل سوى الابتهال ، وهو أن يدعو كل واحد منهم بما عنده ، ويجعلوا لعنة الله على الكاذبين ، فحينها جاء الأمر الإلهي ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءكم وأنفسنا