فيصف النبي بأنه رمى - إذ رميت - وفي المقابل يصف نفسه أنه هو الرامي الحقيقي لأن النبي ( ص ) لم يرم إلا بالقدرة التي منحها له الله ، فيكون رامياً بالتبع . فيمكننا أن نقسم الفعل الإلهي إلى قسمين : 1 - فعل من غير واسطة ( كن فيكون ) . 2 - فعل بتوسط واسطة ، مثل أن ينزل الله المطر بواسطة السحاب ، ويشفي المريض بواسطة العقاقير الطبية . . . وهكذا . فإذا تعلق الإنسان وتوسل بهذه الوسائط معتقداً أنها غير مستقلة يكون موحداً وخلاف ذلك يكون مشركاً . هل القدرة وعدمها ملاك في التوحيد والشرك : وللوهابية خلط واشتباه آخى في قضية التوحيد والشرك وهو مشابه تماماً لما سبق ، فيجعلون من ملاكات التوحيد والشرك ، قدرة المطلوب منه أو عدم قدرته فإذا كان قادراً لا إشكال وإلا يكون شركاً . . . وهذا جهل أحمق . فما دخل هذا الأمر في التوحيد والشرك ، ولا يتعدى البحث هنا عن جدوائية الطلب أو عدم ذلك . فما بال أولئك من قساة الوهابية ينتهرون زوار رسول الله ( ص ) قائلين : يا مشرك ، هل ينفعك رسول الله بشيء . ناسين أو جاهلين ، وهم للجهل أقرب أن المنفعة وعدمها ليس لها دخل في التوحيد والشرك . وهذا مثل جهل آخر عند الوهابية وهو عدم جواز التوسل والطلب من الأموات .