ابن عمر في المدينة وآخرين ، وكان أكثر ملازمة لحماد بن سليمان ، وقد روى عن أهل البيت مثل الإمام محمد الباقر وابنه الصادق عليهما السلام . فقه أبي حنيفة : لم يُعرف لأبي حنيفة فقه خاص إلا عن طريق تلامذته ، فلم يكتب فقهاً بنفسه ولم يدون شيئاً من آرائه ، وكان لأبي حنيفة تلاميذ كثيرون ، ولكن الذين حملوا مذهبه ونشروه أربعة وهم : أبو يوسف وزفر ومحمد بن الحسن الشيباني والحسن بن زياد اللؤلؤي . وقد علب أبو يوسف وهو يعقوب بن إبراهيم دوراً كبيراً في نشر المذهب الحنفي ، فقد حظي بالقبول عند خلفاء بني العباس ، وولي رئاسة القضاء في عهد المهدي والهادي والرشيد ، ونال عند الرشيد حظاً مكيناً ، فاستغل أبو يوسف هذا المنصب فعمل على نشر المذهب الحنفي في الأقطار ، على أيدي القضاة الذي كان يعينهم من أصحابه ، فكان نفوذ المذهب الحنفي يستمد من نفوذ سلطته ، قال ابن عبد البر في ذلك ، ( كان أبو يوسف قاضي القضاة قضى لثلاثة من الخلفاء ، ولي القضاء في بعض أيام المهدي ثم للهادي ثم للرشيد ، وكان الرشيد يكرمه ويجله ، وكان عنده حظياً مكيناً ، لذلك كانت له اليد الطولى في نشر ذكر أبي حنيفة وإعلاء شأنه ، لما أوتي من قوة السلطان وسلطان القوة ) ( 1 ) . وقد شارك تلميذ أبي حنيفة / محمد بن الحسن الشيباني في نشر مذهب أبي حنيفة بتأليفاته التي أصبحت المرجع الأول لفقه أبي حنيفة ، رغم انه تتلمذ أيضاً على الثوري والأوزاعي ومالك ، وأدخل الحديث في فقه أهل الرأي .