من الواضح كما أقر علماء الأصول أن القضية لا تثبت موضوعها ، فالحديث هنا في مقام إثبات مجمل القضية وهو وجوب التمسك بكتاب الله وعترة أهل البيت أما معرفة ما هو الكتاب ، وما هي العترة ، لا يعرف من هذا الحديث ، فيحتاج على دليل آخر خارج عنه ، حتى يفصل المراد منهما . فكي يستشكل على الحديث بقوله : من هم أهل البيت ؟ ! فهذا سؤال يفترض عليه أن يوجهه إلى رسول الله ( ص ) لأنه افترض صحة الحديث . 3 - الحديث الثالث : ( يا علي لا يحب إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) . يقول : موضوع ولا أساس له من الصحة ، لأن محبة غير الله ورسوله لا تصلح معياراً للايمان ولا مقياساً ، لأن محبة الله ورسوله تستتبع حتماً محبة الصالحين ولا تنفصل عنها . أولاً - لماذا يا ترى استثنى رسول الله ( ص ) ، فإذا كان المعيار هو الاستتباع فحب الله يستتبع أيضاً حب رسوله وعباده الصالحين . ثانياً - فإذا كان حب الله ورسوله يستتبع حب الصالحين ، فأيضاً حب الصالحين يستتبع حب رسوله وحب الله ، وهذا يثبت صحة الحديث لأن الحديث في بيان كيفية معرفة المنافق ، وبما أن الذي يظهر الايمان باله ورسوله لا يستطيع أن يعلن عن عدم حبه لله ورسوله وغلا لا يسمى منافقاً ولكن يستطيع أن يعلن بغضه لأي شخص آخر ، وبما ان الإمام علياً ( ع ) من الصالحين بل من أصدق المصاديق فمن أ [ غضه يكون بالاستتباع يبغض الله ورسوله ، فيشكل لنا هذا الحديث معياراً دقيقاً في معرفة المنافقين .