ثانياً : المُحدِّثون عندما تقف أمام المؤامرات التي حيكت في الحديث ، وتبديل حقائقه ، تشعر بضرورة نظرية الشيعة ، أي لا بد من حاكم وإمام معصوم نزيهاً فسوف يُسخّر الدين لخدمة الدين وأهدافه وسياساته ويحرف الحديث لمصلحته ، هذا إذا لم يحاربه ويمنع من كتابته ونشره ، كما مر عليك من فعل الخلفاء الثلاثة - أبي بكر ، عمر ، عثمان - الذين منعوا من رواية الحديث وأحرقوا ما عند المسلمين وحبسوا الصحابة بالمدينة حتى لا ينشروا الحديث في المناطق الأخرى ، وقال الإمام علي ( ع ) في ذلك : ( قد عملت الولاة قبلي أعملاً خالفوا فيها رسول الله متعمدين بخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيرين لسنته . . ) . وأنا لن أتناول هذه الفترة في هذا الفصلين ، وسأكتفي بالإشارات السابقة ، وإنما سوف أتناول هنا عهد تدوين الحديث الذي يعتبر عند أهل السنة العصر الذهبي للحديث ، مع الإشارة لما فعله معاوية من وضع الأحادي وكتم فضائل أهل البيت . الحديث في عهد معاوية : ويمكن أن نطوي فترة معاوية بما نقله المدائني في كتاب الأحداث ، يقول : ( كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة ( 1 ) أن : ( برئت
1 - هو العام الذي جمع فيه معاوية شيعته سنة 42 ه وسماهم أهل السنة والجماعة بذلك اشتهر بعام الجماعة .