responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 95


ومشهود له بالأمانة ، وعندما تتوج الأمانة والشرف إنسانا صادقا في عالم يتخذ من خناجره معاول لتمزيق أحشاء الصخور بحثا عن الأمن . يكون هذا الإنسان في حد ذاته دعوة للسمع وللبصر . فلعل السمع منه يدل القوم إلى الأمن الذي يقود إلى السعادة الحقيقية ، لأنهم عندما يسمعون سيسمعون من عاقل ، وعندما ينظرون فسينظرون إلى أمين لا يسألهم أجرا ، لقد كان بعثه عليه السلام وهو غلام معجزة لم يتدبرها الأوائل ، لأنهم انطلقوا في ليل الانحراف الذي يغشى بأجنحته السوداء دروب الضياء والمعرفة ، وكان عليه السلام يراهم وهم يهرولون في اتجاه الصخور ويخبرهم أن الطريق إلى الأمن لا يحتاج إلى هذه المشاق . وأنه يبدأ من توحيد الله وعبادته والسير داخل المجتمع بالعدل والإحسان . وأن لا يسرفوا ولا يطغوا ولا يعلوا في الأرض . كان يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولكن القوم تجنبوه في بداية الأمر ، ولم يجبه من قومه إلا نفر يسير من الضعفاء ، الذين لا ينظرون إلى الصورة . ولكن يتعمقون في القول وبلاغته ومضمونه وأهدافه ، ولا ينظرون إلى طول الجسم وما عليه . وإنما ينظرون إلى أعماق الإنسان ، حيث الأمانة والعفة والطهر والنقاء والصدق ، كان هذا هو حال الضعفاء الذين اتبعوا صالحا عليه السلام ، أما الجبابرة فتجنبوه لعدم استطاعتهم دفع حججه ، وأوهموا أتباعهم أنهم إنما تركوه لصغر سنه .
وشب صالح عليه السلام في ثمود ، وكان كل يوم يمر يشعر معه الجبابرة بالخطر الذي يحمله صالح عليه السلام . لقد وجدوه يحمل عقيدة تعمل من أجل الإطاحة بما كان عليه آباؤهم . وهذه العقيدة تلازمه من يوم أن شاهدوه في أول أمره كنبت أخضر ذي أصل ثابت . يتسلق فرعه في اتجاه السماء ، إلى اليوم الذي أصبح فيه كشجرة تشب مع الأجيال وتحمل لهم الثمار ، كان الجبابرة يشعرون بالخطر ، ولأنهم لا يتنفسون إلا من خيمة الانحراف ، كان كل يوم يمر لا يزدهم من الإيمان إلا بعدا ، لم يتدبروا يوما في أحوال صالح الذي حمل الرشد والكمال في شخصه وبيته ، ولا يأتي منه إلا الخير . ولا يترقب منه إلا النفع .
2 - الدعوة :
يقول تعالى : ( كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن

95

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست