responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 87


تنتهي بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن سمع به ولم يؤمن بما أنزل معه يكون بعصيانه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد عصى سائر رسل الله ، والذين عصوا هودا عليه السلام إلى أين ذهبوا ؟ لقد ذهبوا إلى كل جبار يقهر الناس بإرادته ويكرههم على ما أراد واتبعوه . ولم يتبعوا كل جبار فقط ولكنهم اختاروا من بين الجبابرة كل جبار عنيد ، والجبار العنيد علاوة على أنه يقهر الناس إلا أنه فوق هذا كثير العناد فلا يقبل الحق . ( وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ) وهذا الاختيار الذي رفضوا فيه هودا عليه السلام واتبعوا فيه كل جبار عنيد ألقى بهم في دائرة اللعن في الدنيا ويوم القيامة حيث العذاب الخالد ، يوم يقف التابع والمتبوع من الذين استكبروا وهم ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ) [73] في الدنيا كان الجبابرة وخدامهم يضعون الذين آمنوا في مربع المجرمين . أما في الآخرة فسيقولها الجبابرة لحملة أقلامهم وسياطهم وغوغائهم . يا لعدل الله . . تأمل قول الخدام لأئمة الكفر : ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ) يتهمونهم بإجبارهم على الكفر . وأنهم حالوا بينهم وبين الإيمان .
بالرغيف والشهوة والجاه والمال ، بالتخويف والتجويع والترغيب والترهيب . ثم تأمل رد أئمة الكفر في عاد وكل عاد مهما اختلفت الأسماء والأعلام . تأمل ردهم على الخدام الخلان ( أنحن صددناكم ؟ ) أنحن صرفناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ؟ ! إن بلوغه إليكم بواسطة الرسول أقوى دليل على أننا لم نحل بينه وبينكم لقد سمعتم الدعوة . وكنتم مختارين بين الإيمان وبين الكفر . لكنكم كنتم متلبسين بالإجرام مستمرين عليه ، فأجرمتم بالكفر بالإيمان لما جاءكم من غير أن يخبركم عليه ، فكفركم منكم ونحن برءاء منه [74] إنه العتاب الذي لا يجدي .
ويؤدي في النهاية إلى ضعف من العذاب لكل من الأئمة والخدام ، إن عادا بداية وعبرة للمجرمين ( ولو ترى إذ المجرمين ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا



[73] سورة سبأ ، الآيتان : 31 - 32 .
[74] الميزان .

87

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست