responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 78


مرة ، وفي كل مرة كان يعترض على آلهتهم . فأخرجوا من جعبتهم تهمة السفاهة ورموه بها ، والسفاهة : خفة العقل التي تؤدي إلى الخطأ في الآراء . ولقد زادت عاد وقاحة على قوم نوح ، فقوم نوح رموا نوحا بالضلال في الرأي ، أما عاد فقد رموا هودا بالسفاهة . إنها الغطرسة التي تلقي بالتهم هكذا جزافا بلا تدبر ولا دليل ، ثم اتهموه بالكذب في غير تحرج ولا حياء ، أنظر إلى قولهم له : ( إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) ثم انظر إلى جوابه عليه السلام : ( يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) [40] لقد رد عليهم ردود الأنبياء . رموه بالسفاهة ، فلم يخرجه ذلك عن وقار النبوة ، ولم ينس ما هو الواجب من أدب الدعوة الإلهية ، وأخبرهم أنه ليس به سفاهة ، ولكنه رسول من رب العالمين ، لا شأن له بما أنه رسول من الله ، إلا تبليغ رسالات الله ، وإن كانوا يظنون أنه كاذبا . فهو ليس بغاش لهم فيما يريد أن يحملهم عليه ، ولا خائن لما عنده من الحق ، وكل ما يريده منهم هو التدين بدين التوحيد الذي يراه حقا ، لأن هذا الدين هو الذي فيه نفعهم وخيرهم ، وقد وصف عليه السلام نفسه بالأمين محاذاة لقولهم " وإنا لنظنك من الكاذبين ) [41] .
لم يقابل هود عليه السلام الشر بمثله . ولم يفارقه العطف واللطف والحنان واستعمال اللين والإخلاص في أقواله مع قومه . لقد رموه بالسفاهة ، فقال : ليس بي سفاهة ، ورموه بالكذب فقال : أنا لكم ناصح أمين ، إنه منطق النبوة في الوعظ والإرشاد وهود عليه السلام كان واسع الصدر في دولة ترفع شعار ( من أشد منا قوة ؟ ) وكان ذا شعور قوي وزاهدا عابدا عفيفا أبيا غيورا صلب الإيمان في دولة إذا بطشت بطشت بطش الجبارين ، وبعد أن نفى عن نفسه ما ألقوه عليه من تهم قال لهم : ( أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ) [42] . لقد أراد أن يجذبهم من خيمة الأهواء والغطرسة إلى رحاب



[40] سورة الأعراف ، الآيتان : 67 - 68 .
[41] الميزان : 178 / 10 .
[42] سورة الأعراف ، الآية : 69 .

78

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست