responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 53


الكافرة على ما فهم نوح عليه السلام ، وابنه الذي أبى ركوب السفينة وقوله تعالى : ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) فكأنه قيل : أنهاك عن أصل تكليمي فيهم . فضلا عن أن تشفع لهم . فقد شملهم غضبي شمولا لا يدفعه دافع [67] .
وبعد أن أوحى الله إليه بصنع السفينة وعلامة العذاب وهي فوران التنور ، وبعد أن نهاه عن الشفاعة في الذين ظلموا قال تعالى : ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين * وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) [68] قال المفسرون : علمه أن يحمد الله بعد الاستواء على الفلك . على تنجيته تعالى من القوم الظالمين . وهذا بيان بعد بيان لكونهم هالكين مغرقين حتما . وأن يسأله أن ينجيه من الطوفان وينزله على الأرض إنزالا مباركا . ذا خير كثير ثابت . فإنه خير المنزلين [69] .
4 - يوم الغضب :
وبدأ نوح عليه السلام في صناعة السفينة يقول تعالى : ( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) [70] قال المفسرون : لم يقل عليه السلام إن تسخروا مني فإني أسخر منكم ، وفي هذا إشارة إلى أن أهله وأتباعه كانوا يشاركونه في صنع السفينة ، وكانت السخرية تتناولهم جميعا ، وإن كانوا لم يذكروا في هزئهم إلا نوحا فقط ، والطبع والعادة يقضيان أن يكونوا يسخرون من أتباعه أيضا . كما كانوا يسخرون منه ، فهم أهل مجتمع واحد . تربط المعاشرة بعضهم ببعض . وإن كانت سخريتهم سخرية منه في الحقيقة . لأنه هو الأصل الذي تقوم به الدعوة ولذا قيل : ( سخروا منه ) ولم يقل : " سخروا منه ومن المؤمنين " وعندما سخر القوم من نوح وأتباعه قال لهم عليه السلام : إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم فنقول لكم : سوف تعلمون من



[67] الميزان : 30 / 15 .
[68] سورة المؤمنون ، الآيتان : 28 - 29 .
[69] ا لميزان : 30 / 15 .
[70] سورة هود ، الآيتان : 38 - 39 .

53

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست