responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 51


بالاستغفار ، لكنهم عصوه . وعلى امتداد الدعوة رموا نوحا عليه السلام بالضلال وبالجنون وهددوه بالرجم . فلم يخرجه ذلك عن حلمه ، ولم يرد عليهم إلا بما تمليه أخلاق النبوة ، ونوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما .
وعلى امتداد هذه المدة كان يدعوهم إلى الله ، وفي النهاية لم يركب معه في السفينة كما في رواية صحيحة سوى ثمانون رجلا معهم أهلوهم . وفي هذا إشارة إلى أنه عليه السلام قاسى من قومه الكثير ، فالذين كان يدعوهم وهم شباب كانوا يقودون حركة الضد عن سبيل الله وهم شيوخ . وذلك لأن ثقافة التوثين كان يسهر عليها الأقوياء وهذه الثقافة حاصرت بقوتها وزينتها وزخرفها الأهواء المتعددة ، فهرول كل صاحب هوى إلى هواه ، مصادرا كل نداء للفطرة ، وكل دعوة تدعوه للنظر والتدبر في الكون .
ونوح عليه السلام دعا على قومه ولكنه لم يدع عليهم إلا بعد أن تبين أنهم ركبوا طريق الكفر الذي لا عودة فيه ، فعندما تبين هذا ( قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ) [60] قال المفسرون : هذا استفتاح منه عليه السلام . وقدم له قوله : ( رب إن قومي كذبون ) أي تحقق منهم التكذيب المطلق . الذي لا مطمع في تصديقهم بعده .
وقوله : ( فافتح بيني وبينهم فتحا ) كأنه وأتباعه والكفار من قومه قد اختلطوا في مكان واحد ، فسأل ربه أن يفتح بينهم بإيجاد فسحة بينه وبين قومه ، يبتعد بذلك أحد القبيلين عن الآخر وذلك كناية عن نزول العذاب ، ولا يهلك إلا الفاسق الفاجر الكفار ، وعندما طلب عليه السلام من ربه أن ينصره ويفرق بينه وبين القوم الظالمين ؟ أوحى إليه ربه : ( وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ) [61] وعندما أوحى الله تعالى بهذا إلى نوح .
دعا عليه السلام على قومه الدعاء القاصم . قال المفسرون : يستفاد من قوله تعالى : ( إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن . . . ) أن عذاب الاستئصال لا يضرب الكفار ما كان الإيمان مرجوا منهم ، فإذا ثبتت فيهم ملكة الكفر ورجس الشرك ، حق عليهم كلمة العذاب ، كما يستفاد أن دعاء نوح عليه السلام :



[60] سورة الشعراء ، الآيتان 17 - 18 .
[61] سورة هود ، الآية : 36 .

51

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست