responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 491


إن الطريق الذي بدأه الوليد بن عقبة في عهد عثمان أثمر في نهايته مأساة .
وعلى امتداد هذا الطريق ذبحت الفضيلة بمقاصل القبائل التي استسلمت للإسلام كي تحفر المجاري التي تدفن فيها الفطرة . ونحن لا ننكر أنه خلال هذه العصور كان هناك تقدما مدنيا في مجالات عديدة مثل الطب والهندسة الفلك وغير ذلك .
ولكن ما قيمة هذا كله إذا كان يتجه بأصحابه نحو الطمس . إننا ننظر هنا إلى الدعوة الإسلامية التي بعث الله تعالى رسولها لينقذ الفطرة من عالم الزخرف والفتن . ونحن نقول إن هذه الدعوة واجهت عثرات على امتداد التقدم المدني .
وقتل على طريق هذا التقدم والطرب . الإمام علي بن أبي طالب . قتل الإمام الذي قاتل على تأويل القرآن . فإذا كان فقيه التأويل قد قتل في بداية الطريق .
فبماذا نسمي نهاية الطريق ؟ لقد كان التقدم المدني تقدما عظيما في عالم الفتن .
وكان قتل الإمام ومن بعده أولاده تقدما أعظم في اتجاه المسيح الدجال .
إنها الفتن وعن حذيفة أنه قال : ( إن للفتنة وقفات وبعثات فإن استطعت أن تموت في وقفاتها فافعل . وما الخمر صرفا بأذهب بعقول الرجال من الفتن [210] ولقد جاء النبي بدين الحق . ولا إكراه في دين الله . والله غني عن العالمين ! وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " [211] قال المفسرون . أفإن مات أيها القوم لانقضاء مدة أجله . أو قتله عدوكم انقلبتم على أعقابكم . يعني ارتددتم عن دينكم الذي بعث الله محمدا بالدعاء إليه . ورجعتم عنه كفارا بالله بعد الإيمان به . وبعد ما قد وضحت لكم صحة ما دعاكم محمد إليه . وحقيقة ما جاءكم به من عند ربه ومن ينقلب على عقبيه . أي من يرتد منكم عن دينه ويرجع كافرا بعد إيمانه . فلن يضر الله شيئا . أي فلن يوهن ذلك عزة الله ولا سلطانه . ولا يدخل بذلك نقص في ملكه . بل نفسه يضر بردته .



[210] رواه ابن أبي شيبة ( كنز العمال : 229 / 11 ) .
[211] سورة آل عمران ، الآية : 144 .

491

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست