نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 474
فاقبلوا إلينا فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه . فكتبوا إليه : إن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نبذناك على سواء ! فلما قرأ كتابهم آيس منهم . ورأى أن يدعهم ويمضي بالناس حتى يلقى أهل الشام . فيناجزهم . فقام في أهل الكوفة ثم قال : اتقوا الله . وقاتلوا من حاد الله ورسوله وحاول أن يطفئ نور الله . فقاتلوا الخاطئين الضالين القاسطين الذين ليسوا بقراء القرآن ولا فقهاء في دين الله ولا علماء في التأويل . ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام . والله لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل تيسروا للمسير إلى عدوكم [139] وفي الوقت الذي كان يشدهم شدا لقتال معسكر معاوية . كان الناس يقولون لو سار بنا لقتال الحرورية ( الخوارج ) فلما بلغه ذلك قال لهم . بلغني ما قلتم . فدعوا ذكر هؤلاء . وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكا ويتخذوا عباد الله خولا . فناداه الناس أن سر بنا حيث أحببت [140] . وبينما أمير المؤمنين يستعد لقتال معاوية قتل الخوارج بعض من شيعته وكان فيهم أطفالا . وأتى الخبر عليا والناس معه فقالوا يا أمير المؤمنين علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفونا في عيالنا وأموالنا سر بنا إلى القوم . فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام . وسار أمير المؤمنين لقتال الخوارج . وقال قبل بدء قتالهم : . . . ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة . ونبأتكم أنها مكيدة . وإن القوم ليسوا بأصحاب دين فعصيتموني . فلما فعلت شرط واستوثقت على الحكمين أن يحيا ما أحيا القرآن ويميتا ما أمات القرآن . فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة . فنبذنا أمرهما ونحن على الأمر الأول فمن أين أنتم ؟ قالوا : إنا حكمنا فلما حكمنا أثمنا . وكنا بذلك كافرين . وقد تبنا . فإن تبت فنحن معك ومنك . وإن أبيت فإنا منابذوك على سواء . فقال علي : أصابكم حاصب ولا بقي منكم وابر . أبعد إيماني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله . أشهد على نفسي بالكفر . لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين . ثم انصرف
[139] ابن الأثير : 171 / 4 . [140] ابن الأثير : 174 / 3 .
474
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 474