نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 462
فقال : إني قد كنت كارها لأمركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم . ألا وإنه ليس لي أمر دونكم . ألا إن مفاتيح مالكم معي . ألا وإنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم . رضيتم ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم إشهد عليهم ثم بايعهم على ذلك [79] . وروي أن طلحة والزبير كانا ضمن الذين بايعوا الإمام - على مشهد من الناس - وحينما هم أمير المؤمنين لمباشرة أعماله التي بدأها بتغيير الولاة . جرت الأحداث لتعميق كل هذا . فلقد خرجت عليه السيدة عائشة وانضم إليها طلحة والزبير بعد أن نكثا ببيعتهما ومما رواه الطبري : أن عائشة سألت عن الأحداث وهي في طريقها إلى المدينة عبد الله بن أم كلاب . فقال : قتلوا عثمان فمكثوا ثمانية . قالت . ثم صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالإجماع . اجتمعوا على علي بن أبي طالب . فقالت : ردوني ردوني . فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل عثمان مظلوما . والله لأطلبن بدمه . فقال لها ابن أم كلاب : ولم ؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت . ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر . قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه . ولد لملت وقالوا . وقولي الأخير خير من قولي الأول فقال لها : فمنك البداء ومنك الغبر * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا أنه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر فانصرفت إلى مكة . فنزلت على باب المسجد . فقصدت الحجر فتسترت . واجتمع إليها الناس . فقالت : " يا أيها الناس إن عثمان قتل مظلوما . والله لأنملة من عثمان خير من علي الدهر كله " ( 80 ) وعلى أثر هذا بدأت الحركة . وهذه الحركة كانت الحجة قد أقيمت عليها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل . فقد روي أن الناس ذهبوا إلى حذيفة وقالوا : إن عثمان قد قتل فما تأمرنا ؟ قال : آمركم أن تلزموا عمارا . قالوا : إن عمارا لا يفارق علي . قال : إن الحسد هو أهلك الجسد . وإنما ينفركم من عمار قربه من علي . فوالله لعلي أفضل من