نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 457
والإنتفاضة الثانية : كانت عاصفة في عالم من السكون فعثمان كان محاصرا . على الرغم من وجود أكثر الصحابة في المدينة . وليس معنى هذا أن سكان المدينة كانوا من الضعف بحيث لا يستطيعون التصدي لحفنة قطعت طريقا طويلا من مصر إلى المدينة . وضمت إيها حفنة أخرى من هنا أو هناك . ولكن السكون كان له ما يبرره . أولا . لم يكن في السياسة ما يشجع للدفاع عنها . وهذه السياسة قام بتعريتها أبو ذر الغفاري حين فضح معاوية في الشام وعندما رده معاوية إلى عثمان قام الأخير بنفيه إلى الربذة . وهذا الحدث ثابت في كتب التواريخ والسير وغيرها . ثانيا : إن السيدة عائشة أدلت بدلوها في الأحداث وأصدرت فتوى مبكرة في قتل عثمان وقالت : ( اقتلوا نعثلا فقد كفر ) . ثالثا . كان هناك من الولاة من يهمه انقلاب الأوضاع طمعا في التهام قطعة من أرض الأمة . فعمرو بن العاص على سبيل المثال يذكر . ابن سعد بأسانيده . أن عثمان لما عزله عن مصر قدم إلى المدينة فجعل يطعن على عثمان فبلغ عثمان . فزجره فخرج إلى أرض فلسطين فأقام بها [67] : فهذه العوامل . أي السياسة الخطأ وشحن ابن العاص لأهل المدينة . وفتوى السيدة عائشة كل هذه عوامل تبرر هذا السكون الذي يرفع راية السلبية وأكبر رأس في الدولة محاصر ، ويضاف إلى هذا معاوية . لقد روي أنه كان بالمدينة في أوائل الأحداث وعلم أن هناك خطورة على عثمان ومع ذلك لم نرى على امتداد الأحداث أن معاوية جاء بجيش جرار للدفاع عن رأس الأمويين . حتى أمراء الأجناد في المدينة وما حولها لم تر لجيادهم غبار . فإن دل هذا على شئ فإنما يدل على اتفاق يقضي بالتضحية بثمرة لامتلاك بستان فيه كثير من الثمر . فالأمراء من بني أمية والذهب في أيديهم وسحق القوى المعارضة مضمون . وعن مثل هذه الأنماط البشرية يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . " كان في بني إسرائيل جدي في غنم كثيرة ترضعه أمه . فانفلت فرضع الغنم كلها . ثم لم يشبع . فبلغ ذلك نبيهم . فقال : إن هذا