نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 439
ويستقبلها كل من وقع هواه على ثقافتها . قال النبي : ( تعرض . الفتن على القلوب كالحصير . عودا عودا . فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير على قلبين . على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " [8] وللنبي إرشادات عظيمة لكل مؤمن ضعيف يعيش في زمان هذه الفتن . منها أن يعتزل في حاله . وأن يصلي وراء هذا وذاك في حالة كي ينجو بإيمانه في عالم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي . وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " [9] وإرشادات النبي لم تدعو الفرص الإيمان بالقوة لأن القاعدة أن دين الله لا إجبار فيه . فالمجتمع الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحييه الله حياة طيبة . أما الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف فله في الكون ضربة لا تخطئة . وما الله بغافل عما يعمل الظالمون . 1 - أول الوهن : تواتر في كتب السير والتواريخ والصحاح والمسانيد أن الأنصار بعد وفاة النبي رأى معظمهم أن لا تكون البيعة إلا لعلي بن أبي طالب . ولكن نقل إليهم أن المهاجرين أرادوا الأمر . وعندئذ أخرج الأنصار سعد بن عبادة وهو مريض وقالوا : تولى هذا الأمر بعد النبي سعد بن عبادة فإن أبت مهاجرة قريش وقالوا : نحن المهاجرون الأولون . فإنا نقول : منا أمير ومنكم أمير . وعندئذ خرج من سقيفة بني ساعدة التي كان الأنصار يجتمعون فيها صوت يقول : " هذا أول الوهن " وعندما علم عمر بن الخطاب انطلق إلى أبي بكر فقال له أبو بكر . ابسط يدك لأبايعك . فقال له عمر : أنت أفضل مني . فقال له أبو بكر : أنت أقوى مني . فقال عمر . فإن قوتي لك مع فضلك . فبايعه وانطلقا سويا إلى السقيفة
[8] مسلم : 89 / 1 . [9] مسلم : 20 / 5 . ( 5 ) تاريخ الخلفاء : ص 65 .
439
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 439