نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 427
الهوى والاستكبار عن الحق . واتحادهم على إطفاء نور الله . وتناصرهم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين كأنهم نفس واحدة ذات ملة واحدة وليسوا على وحدة من الملية لكن يبعث القوم على الاتفاق . ويجعلهم يدا واحدة على المسلمين . أن الإسلام يدعوهم إلى الحق . ويخالف أعز المقاصد عندهم وهو اتباع الهوى . والاسترسال في مشتهيات النفس وملاذ الدنيا فهذا هو الذي جعل الطائفتين : اليهود والنصارى على ما بينهما من الشقاق مجتمعا واحدا يقترب بعضه من بعض . . ويرتد بعضه إلى بعض . يتولى اليهود النصارى وبالعكس . ويتولى بعض اليهود بعضا . وبعض النصارى بعضا . فالمعنى : لا تتخذوهم أولياء لأنهم على تفرقهم وشقاقهم فيما بينهم يد واحدة عليكم . لا نفع لكم في الاقتراب منهم بالمودة والمحبة . ! ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) أي أن من يتخذهم منكم أولياء فإنه بعضهم ومنهم . غير سالك سبيل الإيمان وهذا المتولي لهم ظالم مثلهم والله لا يهدي القوم الظالمين [371] . ونداءات القرآن باجتناب معسكرات الكفر عديدة . ومنها قول الله تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ) [372] قال المفسرون . أي لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا . توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلوهم على عوراتهم . فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شئ . أي ليس من حزب الله في شئ . إلا أن تتقوا منهم تقاة . أو تكونوا في سلطانهم فتخافونهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم . وترفض قلوبكم ما هم فيه وعليه . ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم [373] وكما حذر القرآن من التعامل مع معسكر الكفر . حذر أيضا من التعامل مع معسكر النفاق الذي حمل على عاتقه عرقلة دعوة الفطرة . قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد
[371] الميزان 373 / 5 . [372] سورة آل عمران ، الآية : 28 . [373] ابن جرير : 152 / 3 .
427
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 427