responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 424


الفطرة وحصنها من كل ما يتلفها . وذلك عندما حدد دائرة الأمان وسط الرقعة العريضة ومجمل القول . إن الله تعالى أتم نعمته . وحدد سبحانه دوائر الاختبار .
وفسرت السنة الشريفة هذه الدوائر ولا إكراه في دين الله . لقد كان حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجال عظماء لا شك في إخلاصهم للدعوة . ولكن الله أوجد الإنسان على هذه الأرض ليختبره فيها . وعظماء الصدر الأول كانوا من الناس والله تعالى يقول . ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون 5 ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ء أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ء من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لات وهو السميع العليم * ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ) ( 362 ) قال المفسرون : أظن الناس أن يتركوا فلا يتعرض لحالهم ولا يمتحنوا بما يظهر به صدقهم ء أو كذبهم في دعوى الإيمان بمجرد قولهم . آمنا ؟ إن الفتنة والامتحان سنة جارية لله وقد جرت في الذين من قبلهم وهي جارية فيهم ولن تجد لسنة الله تبديلا . ولا يحسبن الذين لم يدخلوا في الإيمان أنهم يتخلصون من هذه الفتنة والامتحان . فإن من ورائهم من العقوبة والنكال ما هو أغلظ من هذا وأطم . فمن كان يرجو لقاء الله فإن الله سيحقق له رجاءه ويوفيه عمله كاملا . ومن جاهد فإن جهاده يعود نفعه إلى نفسه لأن الله غني عن العالمين .
وعظماء الصدر الأول لا ينكر فضلهم أحدا . ولكنهم عاشوا على رقعة من الأرض احتوت على كل أنماط بني الإنسان صالح وطالح وهذا وذاك يخضع لسنة الله الجارية من امتحان وفتنة . وفي عالم الفتن والابتلاء لا يعرف الرجل باسمه وإنما يعرف بالحق . فبالحق يعرف الرجال وليس بالرجال يعرف الحق . وهذه قاعدة قرآنية ذكرها الله في أكثر من موضع في كتابه . فالسامري كان وفقا لفقه الشعار من أصحاب موسى عليه السلام . ولكن حقيقته عرفت بمعايير الحق .
وصاحب النبأ ( 363 ) كان من أصحاب موسى فما أغنى عنه علمه عندما سلط الحق


( 2 36 ) سورة العنكبوت ، الآيات : 2 - 6 . * ( 363 ) * ذكرنا قصته في الحديث عن بني إسرائيل .

424

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست