نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 318
" اجعل كلامي على فيه " وتلقيناه من فلق فيه [3] واليهود يطلقون على أي أمة غير أمتهم لقب " الأمة الأمية " وفي ذلك يقول تعالى : ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) [4] . فالنبي الأمي ليس من الحي الإسرائيلي . وإما هو من بني إسماعيل . ووصفه بالأمي لا ينطبق إلا عليه . لأن المسيح ابن مريم عليه السلام كان قارئا وكاتبا . ففي إنجيل لوقا " وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ " ( لوقا 4 / 16 ) وفي إنجيل " وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب " ( يوحنا 8 / 6 ) وكان عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل . البشارات بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل صنف فيها كتب كثيرة . 2 - من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم : * اختصه الله بعموم الدعوة للناس كافة قال تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [5] وقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [6] . قال المفسرون : إن في مدلول الآية حجة على التوحيد . وذلك أن الرسالة من لوازم الربوبية ، التي شأنها تدبير الناس في طريق سعادتهم وسيرهم إلى غايات وجودهم ، فعموم رسالته صلى الله عليه وآله وسلم . وهو رسول الله تعالى لا رسول غيره . دليل على أن الربوبية منحصرة في الله تعالى . فلو كان هناك رب غيره ولجاءهم رسوله . ولم يعم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عمتهم . واحتاجوا معه إلى غيره . ويؤيده ما في ذيل الآية من قوله : ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) فإن دالة انحصار الرسالة في رسل الله على انحصار الربوبية في الله عز اسمه . أمس بجهل الناس من كونه صلى الله عليه وآله وسلم رسولا كافا لهم عن المعاصي بشيرا ونذيرا . فمفاد الآية : لا يمكنهم أن يروك شريكا له . والحال أنا لم نرسلك إلا كافة لجميع الناس بشيرا ونذيرا . ولو كان لهم إله غيرنا ، لم يسع لنا أن نرسلك إليهم وهم
[3] البشارة نبي الإسلام / أحمد حجازي السقا : ص 226 / 1 ط دار البيان . [4] سورة آل عمران ، الآية : 75 . [5] سورة الأعراف ، الآية : 158 . [6] سورة سبأ ، الآية : 28 .
318
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 318