نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 275
رخيص وكل سلاح وأحصوا الكلمات وتتبعوا المواليد خوفا من أن يخرج منهم من يؤرق مضاجعهم وحاصروا الشواطئ وتحول كل واحد فيهم إلى هامان جديد . * - من معالم الخزي في الحي اليهودي : عندما شاء الله أن يتقدم بني إسرائيل المسيرة البشرية وراء أنبيائهم في عالم يعج بعبادة غير الله ، أقام الأنبياء الحجة الكاملة على البشرية ، وفي نفس الوقت على القاعدة التي منها ينطلقون ألا وهم بنو إسرائيل . وإقامة الحجة هي العامود الفقري فإما أن يؤمن الناس أو لا يؤمنوا ، فهذه قضية أخرى عامودها الفقري أن الله غني عن العالمين ، فالله تعالى هو خالق الإنسان وبما أنه خالقه فهو سبحانه أعلم بما يصلحه ، فبعث إليه الأنبياء والرسل بالإصلاح ، فمن تقبل الدواء نال الشفاء ومن أبى إلا المرض عاش فيه وأصابه ما أصابه ، فإن عاد بالتوبة قبله الله ، وإن أصر على المعصية ففي الدنيا عذاب وفي الآخرة عذاب . ودين الله لا إجبار فيه والله غني عن العالمين ، ولأن بني إسرائيل كانوا في المقدمة يوم أن فضلهم الله على العالمين ، فإن الله تعالى جعل في بعضهم آيات تكون عبرة للقوم كي يستقيم المعوج وتواصل المقدمة المسيرة . ولكن تكون عبرة لمن يأتي بعدهم لينظر كيف تكون حركة التاريخ . ومن هذه الآيات بعد خروجهم من مصر : إهلاك السبعين وإحياؤهم ، وانبجاس العيون من الحجر بضرب العصا ، والتظليل بالغمام وإنزال المن والسلوى ، ونتق الجبل فوقهم كأنه ظلة . وآية البقرة ومسخ بعضهم قردة خاسئين . وآيات كثيرة حدثت على امتداد رحلة تفضيلهم وهم وراء الأنبياء من بعد موسى عليه السلام ، منها خروج قوم من أوطانهم هربا من الطاعون وكانوا أعدادا كثيرة ، فأماتهم الله دهرا طويلا ثم بعثهم في وقت واحد ، فهذه كلها آيات كان من المفروض أن تكون زادا لبني إسرائيل يمنعهم من الانحراف ، لكن القوم تركوا وراء ظهورهم الآيات والعبر وعندما انتهت رحلة التفضيل ، وانتقل الطريق والقافلة إلى غيرهم ، جلسوا يجترون الذكريات ويعيشون في أوهام التفضيل وأعلامه . ونحن لن نسرد كل آيات العذاب التي ضربهم بها الله ليستقيم المعوج منهم ، وإنما سنلقي الضوء على آيتين لما فيهما من عبر جامعة لم يلتفت إليها القوم . الأولى خاصة برجل آتاه الله الأموال وكانت عنده الكنوز والثانية لرجل آتاه الله العلم وأراه الآيات العليا . ولكن الرجلان جرت في دمائهما كل معالم
275
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 275