نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 273
قال تعالى : ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ) [44] وكان اتخاذ العجل خطوة أساسية في عالم الانحراف ما زالت باقية في عالم المادة . وعلى الرغم من أن العجل قام موسى عليه السلام بنسفه في اليم ولم يعد له وجوب إلا أن العجل قبل أن ينسفه موسى كان قد شربته القلوب ! يقول تعالى : ( وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) [45] قال المفسرون : الإشراب هو السقي ، والمراد بالعجل : حب العجل ، وضع موضعه للمبالغة كأنهم قد أشربوا نفس العجل [46] ، لقد جريت ثقافته في الدماء ، يبتلعها كل من وجد هواه فيها ، ومن امتص قلبه الزخرف وقع تحت العقاب في أي زمان وفي أي مكان قال تعالى : ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ) [47] قال المفسرون . أبهم الله تعالى ما سينالهم من غضبه وذلة الحياة . فلم يبين ما هما . رذيل الآية : ( وكذلك نجزي المفترين ) يدل على أن غضب الله وذلة الحياة الدنيا . سنة جارية إلهية في المفترين على الله [48] ، ونائلة لكل من افترى بدعة ، فإن ذل البدعة ومخالفة الرشاد متصلة من قلبه على كتفه . وإن ذل البدعة على أكتافهم وإن همجلت بهم البغلات وطقطقت بهم البراذين . وقد نبه تعالى عباده وأرشدهم أنه يقبل توبة عباده [49] . فالتوبة إذا تحققت بحقيقة معناها في أي سيئة كانت . لم يمنع من قبولها مانع [50] . وعقاب الذلة الذي ضربه الله على الذين اتخذوا العجل . ظل علامة مميزة لهم على امتداد الزمان يحمله الذين جاؤوا على أهوائهم جيلا بعد جيل . يقول تعالى : ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا